الثلاثاء، 27 نوفمبر 2018

بائع السعادة ( بقلم : توليب )

بائع السعادة

ألقى جسده المنهك من الجري بين السيارات ليبيع بالوناته الملونة
وضع رأسه بين يديه ليخفي دموعاً حارقة  بطعم مرارة هذا العالم
بقسوة الانسانية التي تجردت من هذه الصفة
.... أنا متعب 
ماذنبي ... أنا طفل  كما أطفالكم
اشتهي اللعب بهذه البالونات
أليس من حقي إستراحة
هل ذنبي ... لون بشرتي 
أم ثيابي الرثة
أم ذنب والداي  اللذان أنجباني لهذا العالم
لايحق للفقراء .. الحب ... والزواج
أم كتب على جبيني .. درجة ثانية من البشر
حتى أنت أيتها البالونات  إكتسبت صفة القسوة منهم
حلّقي بيّ ولو مرة ... خذيني إلى أعلى
إلى السماء ... ساعديني
مللت الفقر والثياب البالية
والطعام العفن ورائحة المنزل
وملامح أمي التي تستجدي أنفاسها المريضة
وقوة أبي المصطنعة  .. وبكاء أختي الجائعة
ونظرة البشر .. كأني كائن هجين 
مللت التعب والبرد وحرارة الشمس
وأصوات أحذية المارة
وكل ورقة بسكويت رماها أطفال المدرسة
مللت رائحة الطعام المنبعثة من المطاعم ونوافذ المنازل
مللت ملامح الفرح على وجوه الاطفال ...
اتمنى تذوق طعم الفرح ... مرة واحدة .. واحدة
ويسألون من أنت ...
أنا بائع البالونات الملونة الذي يطوف الشوارع يبيع السعادة
من قال أن فاقد الشيء لايعطيه
أصلح مقالك ياسيدي
أنا بائع السعادة ... الذي لم يحظى بها يوما

توليب#

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق