الأربعاء، 28 نوفمبر 2018

في بيروت ( بقلم : ابوطارق )

في بيروت
كان الظلام يحل رويدا رويدا بصمت وبهدوء
صمت المحاربين والمدافع صمت مريب يشوبة مالا ندرك كنهه.. 
وقد كنت اتوق لمحارة ملقاة على شاطئ البحر اختبئ فيها اتوارى
عن الانظار كى لاتصيبني قذيفة ما او حب عابر فالحب في زمن الحرب كما الموت بالكوليرا موت احتمالي . يؤدي الى وجع ما قبل النهايات
وانا لا انتظر موتا يأخذني من  بيروت قبيل الفجر لانني تقاسمت مع صديقي رصاصتين
لم يعد لدينا غيرهما ولفافتين من تبغ رديئ
وعلى مهل كان المنفى يقترب من القلب
منفى ينفجر قبالة متراس
الرمل الموجع بالرصاص والمتناثر
كأحشاء المدينة .
ويسألني صاحبي ايمكن ان نحيا
قبيل الموت حتى الصباح واسألة هل جربت الموت من قبل
اجاب دهشا لا ولما تخافة اذن ..وهل جربتة انت قلت لا ولكنني
اعتقد ان الكثيرين مما سبقونا من الرفاق جربوة ولم يكونو
وجلين وربما كان مزاجهم صافيا فلا احد يسمعهم نشرات الاخبار
والحصار والبارجات وهذا الموت
ألقادم من السماء اذن انت تتمنى ان تموت كما الاخرين قلت انا لا ولكنني انتظر ان تموت انت لتخبرني بعض من اسرار الابدية .وما اذ كنا سنحيا بلا  نشرات اخبار وبلا كذب     وحروب ومنافي وما اذ كنا سنحيا على هامش الابدية ام سيكون لنا نصيب من الجنة والتي هجرنا منها الى منافي اللجوءوالتعب .
فهل ستكون حياتنا عبئا على الابدية كما  حصارنا في بيروت ام سنحيا كما الاخرين
ردد صاحبي قائلا لابائس اذن ليكن  موتا لائقا يحملنا لحياة غير الحياة
ووطن لايسرقة منا احد ولايتأمر عليه احد
ايمكن ان نحظى بموت يصيبنا ببعض من فرح او بحب طائشا كما رصاصات القنص المتطاير حولنا
قلت انتظر سألقي نظرة على الطريق الموصل للموت وربما للحياة
غير ان صديقي لم يجب واكتفى بصمت الغياب  ووجع الرحيل برصاصة قناص..
وانا لم اكن قد اكملت دورة الحياة مابين  الحصار والرحيل وقد حملتني سفن المنافي لأسقط كما  صديقي مضرجا بالذكريات
ابوطارق...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق