الجمعة، 2 نوفمبر 2018

لا لن أكون ( بقلم : هديل ادريس)

لا لن أكون
منذُ صغري وأَنا أسيرُ خلفَ القطيعِ:
قطيعِ البلدِ،الأقاربَ،العائلةِ،الأحبابِ والطائفةِ.
منذُ طفولتي وأَنا وكلمةُ "نعم" قصةُ خضوعٍ لا أفهمُها.
نعم، أجل، أوافق، كما تريدونَ.
حتى كبرتُ ونضجتُ مع "نعم".
لكنَّني الآنَ لا أجدُ للكلمة شأنًا أو مكانًا.
اكتشفتُ كمْ حزنًا جلبتْ لي هذهِ الكلمةُ وكم تعاسةً وإحباطًا، حتى وصلتُ إلى قناعةٍ بأنَّ عليَّ أنْ أقولَ لا في معظمِ الظروفِ وحتى جميعِها.
والآن أصبحتْ كلمةُ لا هي الدارجةُ في قاموسي اليوميِّ وفي روتين حياتي.
لا لن أدخلَ مجالَ العلمِ الذي تطلبونَ!
لنْ أُحققَّ الحلُمَ الذي تتمنونَ!
لا لنْ أرضى بأنصافِ الحلولِ
فإمَّا أنْ أكونَ أو لا أكونُ!
لا لنْ أخضعَ، ولنْ أقبلَ بأيِّ أمرٍ يُفرَضُ.
لا لمحوِ شخصيتي، كياني، معتقداتي، طموحي وأفكاري.
لنْ أرضى أنْ أكونَ زوجةً خاضعةً لذلِّ رجلٍ شرقيٍ، ولنْ أقبلَ أنْ أكونَ أمًّا لطفلٍ أميٍّ.
لا لنْ أكونَ عبثًا.
لن أكونَ بلا هويةٍ، بلا معنى، بلا فحوى.
إنّني أمرأةٌ حرةٌ وطليقةٌ.
لستُ نصفَ المجتمعِ، بلِ المجتمعَ بأسرِهِ.
بقلم الكاتبة :هديل إدريس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق