هاتِها ..
بين عشرات المارة
و عشرات العيون
نبتت شتلةُ خريفٍ بيننا
تحملني موسيقاها التي تصنعُ إيقاعاً للأرض
هناك على صدرها أزهرت رُمَّانتان
وفي المنتصف حبةُ لوزٍ برية تشتاقُ يداً تزيلُ عنها غبارَ الشوق
و كأني مجنونٌ تُهتُ بين زهرِ اللوز و زهرِ الرُمان
فأرشدني غبارُ لوزِها لجذعِها المزروع في صدري
عشرات العيون..
كأنَّ الرُمَّان يختلطُ ببعضهِ
ليسقي العَطاشى لشوقها
كأنَّ عيني ما رأت سواها
وأُذني ما سمعت
وقلبي ما أشتاق لغيرها
فيَّا نارٌ تُطفئ شوقي بشوقها
قالت في أُذُني همساً:
هاتِها هاتِها..
فاقتربَتْ حتى اختلج َ جذعي بجذعها
صوتي بصوتها
وحفيفي بحفيفها
واختلط ترابي بمطرِها
فالتقطت حُلوَ الحُلوِ من ثغرها
وأمتزج دمي بدمها
ركضّتُ لهثتُ خلفَ ثمارها
كأنَّ الله عجنني بيدها
و سواني وكوَّرها
وفاحَ عطرها
و تناثرَ زهرها
بيني وبينها
قالت لي :
هاتِها هاتِها ....
ريزان علي حبش
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق