الخميس، 22 نوفمبر 2018

الجرعة الأخيرة ( بقلم : توليب )

الجرعة الأخيرة

اليوم كنت أبحث في حسابي
عن مقال قديم كنت قد نشرته
وانا استعرض التعليقات
ظهر تعليق له ...
كيف سهوت ونسيته ؟؟؟؟     
  وعندما حاولت حذفه
تراجعت ....
قرأت كلماته  بشعور غريب
كمدمن يتوق إلى تعاطي  جرعته ...
لم ادري أن كل هذه الآلام تسكنني
لم هي مكبوتة
ولما كلماته حركت هذا الركود
هناك شيء يختلج في صدري ... ألم يمزقني
حاولت لجمه ... لكنه إنفلت مني
جلست على الأرض وضممت ركبتي إلى صدري
وإنفجرت بالبكاء  ...
لقد حاولت محو أثره .. إخراجه من رأسي
من كل شيء لمسه ... من كل مكان إجتمعنا به
حاولت نسيان تفاصيل ... نبرة صوته  ولمسة يديه
ودفئ ضمته ... وصوت دقات قلبه
ورائحة ملابسه وعطره ودخان سيجارته
وطعم شفتيه  وحرارة انفاسه
كل شيء ... كل شيء
قلبي هههه   .. لم أجرأ حتى على المحاولة
لأنه دكتاتور ..  ممنوع علي الإقتراب حتى
ربما همشت قلبي وتظاهرت بالقوة
ومشاعري استكانت قليلا
حاولت المتابعة ...
لكن هذه الكلمات ... حطمت ذاك الجدار الذي احاول تدعيمه كل يوم
بلبنة من حائط النسيان
كأنما طائر الفينيق العظيم .. إنتفض من تحت ركام السنين
وعاد ليحطم قيودي
لقد تعبت تماما وتجمدت مكاني
وهدوء رهيب يجوب غرفة الاستجواب
يحاول جهده إستخراج إعترافاتي
وانا لا اسمع سوى صوت دموعي
وكاني كرسي هزاز
يترنح جيئة وذهابا ... مهما حاول لن يبرح مكانه

وبعد مدة ...  تجاوزت الساعات
مارس فيها  الالم والهدوء
شتى انواع وصنوف التعذيب
على إنتزاع ولو كلمة مني
تركاني واستسلما
وقفت واتجهت نحو الطاولة  وانا امسح عييناي
فتحت الصفحة ... لأمحو آخر اثر له
لكني ترددت
وإرتسمت على وجهي إبتسامة
غصت بالكثير 
لااستطيع إلا العودة له وتعرية حروفه وإستعادة اللحظة
وتصورها تولد لحنا تعزفه شفتاه
لا استطيع
إنها جرعتي الأخيرة

توليب#

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق