عندما تدخل حمص من بوابتها الجنوبية بإتجاه مركز المدينة
ستلاحظ من جهة الغرب
مباني متقاربة وجدران متلاصقة
موجودة قبل ان أولد
في صغري دخلته اول مرة
إنه مخيم العائدين الفلسطيني
وانا اسميه مخيم بيسان نسبة إلى مشفى بيسان
تآلف وحياة إجتماعية مشتركة
مع اهل المدينة
لكن الملفت عند دخولك المخيم لن
ترى جدار منزل أو واجهة محل
ولا حتى سور المدرسة
كل حجر يضج بالالوان ... ويتنفس
جزءا من فلسطين الام
ترى الجدران تتحدى وتتوعد
وكأنهم يقولون مهما إبتعدنا عنك
وحتى ولو متنا ولم نرك يوما
انت في كل قطرة دم تجوب أجسادنا
أرواحنا عمّدت في بيت لحم وبعثها صوت الله اكبر من القدس والخليل
نحن لاننسى ... لأنك اصبحت جزءا من جيناتنا الوراثية
انت كما القلب في جسد كل منا
انت هوية وبصمة اناملنا على كل حجر في كل مكان
انت ارض السلام رغم اهل الارض جميعا
هي متحف يعرض قصة شعب يزرع وطنه اينما حلّ وإرتحل
كأنما تقول ... فلسطين لم تكن يوما جدران ومنازل واشجار
مساجد وكنائس .. إنها ميراث دم
فقط عند يحتلون الدم في اجسادنا سيحتلون فلسطين
هكذا هي جدران مخيم العائدين
تحكي الف قصة وقصة
تشبه شهرزاد
ولكن حكاياها تجاوزت الليلة الاولى بعد الالف
توليب#
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق