السبت، 16 فبراير 2019

اتأمل تلك الجراح ( بقلم : توفيق الفاطمي )

أتأمّل تلك
الجراح التي تركها الزمن
في تجاعيد حروفك
في أعماقك
أراها عميقه 
بعمق عمر الأرض
لا بل بعمر الكون
ترتدي التاريخ منذ زمن
جراح لن تشفى
أبدا ستبقى
تنزف وتنزف
لسنين إنّها بقايا
الطّوفان الذي أغرقك منذ زمن
    لن تأويك الأبجدية
ولن تعصمك
الحروف من الغرق

يا سيّدتي
الحبّ في زمن اللاّحب
خطيئة
والبعض يقولون
رجس من الشّيطان
والآخر
يقول خدعة
تائب أنا مثلك سيّدتي
أعلنت التّوبة
وأنا أتنفّس الألم
سيّدتي
أنا وأنت أقمنا
صلاتنا في محراب واحد
هو محراب الوهم
أقمنا القدّاس مبكّرا
لجراح آتية من البعيد
تحملها رياح
اِهتزت الأرواح
وتساقطت
سنين العمر كالأوراق
حلّ الخريف مبكّرا
وأبى أن يرحل فأصبحت
كلّ الفصول
هي الخريف
خاصمنا الرّبيع
وهجر الدّيار الشّتاء
وغادرت الشّمس
أرض الأجساد
تحمل الدّفء
مع خطوات الرّحيل
سيّدتي
أنا وأنت شربنا من
كأس واحدة
كأس الخيال
الذي لا يرحم أبدا
أدمنّا الخيال
تنفّسنا الوهم
ونسينا أنّ هنالك قدر
أدمنّا ذلك الوهم
نسينا أنّ هنالك مسافات
وأنّ العمر
مُلِئَ بالمحطّات
أضعنا كلّ شيء اِفترقنا
رغم وجود
الطّرقات
سيّدتي،
تبعثرت الحروف
فوق السّطور
اعترفنا وتندّمنا
وعشقنا وتندّمنا
سنبقى نعيش
سنينا في
دهاليز الجراح
سنبقى سنينا
ننتظر شروق
الشّمس وذلك الصّباح
سنبقى ونبقى
جراحا تتنفّس جراحْ
سنبقى كتابا
من الذّكريات
نتصفّح كلّ يوم
تلك الاوراق
فبين كلّ حرف
وحرف هنالك ذكرى
تتنفّس الألم
تحطّمت مدن النّسيان
بعد أن دمّرها ذلك الزّلزال
سنبقى
نعيش العمر
في مدن الذّكرى
سنبقى نتنفّس
تلك اللقاءاااات
      كلّ الاتّجاهات
أصبحت تشير إلى ذلك العشق الأبدي
توفيق الفاطمي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق