{ رحم الصبار }
يَا أَيُّهَا الغَدَّ وَالأَمْس
لَقَدْ رَفَعْتُ لَكُمَا
خَمْسَةٌ.
وَخَمْسَة
جَفَّ جُبُّ صَبْرِي وَغَارَ
وَأَنَا مَنْ وَلَدَ مِنْ رِحْمِ الصَّبَّارِ
فَلَمْ أُعِدْ ذَاكَ العصفور المَغْمُورُ
الَّذِي يَتَسَلَّقُ سُلَّمَ السَّمَاءَ
فِي لَيْلَةِ صَفَاءٍ
لِيُهَدْهِدَ أَسَارِيرَ النُّجُومِ
وَلَا ذَاكَ الشَّاب المَغْرُور
اَّلذي يُلَاحِقُ ظَلَالُ أَجْنِحَةِ الطُّيُورِ
لِيُعَانِدْ قُرْصَ الشَّمْسِ
وَلَا ذَاكَ الطِّفْلُ الشَّقِيُّ
الَّذِي يَحْمِلُ طَائِرَتَهُ الوَرَقِيَّةَ
المُزَيَّنَةُ بِأَحْلَامِ الكِبَارِ
لَ يُسَابِقُ فَرَشَّاتُ النَّهَارِ
لِيُقَدِّمْ لَهَا بِفَنِّ الطَّيَرَانِ دَرْسًا
...... 2
يَا أَيَّتُهَا الأَمْوَاجَ المُتَلَاطِمَةُ
الَّتِي تَلْتَهِمُ أَنْفَاسَي الهَارِمَة
بَتٌّ أَشْعَرُ الآنَ
بَعْدَ هَذَا العِنَادِ لِهَزِيمَتِي وَالإِسْرَارِ
وَبَعْدَ أَنْ أَدَمَتْ مَخَالِبُكِ المُفْتَرِسَةُ
مَسَالِكُ رُوحِي
وَتَقَيَّحَتْ جُرُوحِي
أَنَّنِي فِي حَالَتْ اِنْكِسَار
وَإِنَّ جَنَازَتَي
أَصْبَحَتْ لِي عُرْسا
وَلِحْديِ المَحْفُورُ
حَقْلُ نَرْجِسٍ
وَالتُّرَابُ المَنْثُورُ
فَوْقَ جُثْمَانِي المُسَجَّى بِالغَارِ
أَصْبَحَ زُهُورُ سُنْدُسَ
وَمَا الحَيَاةُ سِوَى
رِحْلَةٍ
وَمَحَطَّةٍ
وَقِطَارٍ
فَاِفْعَلَا مَا شِئْتُمَا بِي
فَمَا عُدْتُ بَعْدَ الآنَ أَكْتَرِثُ
علاء الغريب / كاتب صحفي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق