الأحد، 22 يوليو 2018

نزيف القمر (للكاتب : محمد علي الشعار )

نزيفُ القمر

حبيبي في مراتبهِ *شريف
وقدري في كتائبهِ عريفُ
على كتفيهِ نجمٌ فوق سيفٍ 
وحولَ خُطاهُ جارحتي رفيفُ
يُبادلُني أسىً بندىً كثيراً
ولكنْ رغمَ قسوتهِ ظريفُ
تمزِّقُه الرياحُ بكلِّ يُسرٍ
ولم ينفعْه أنْ قالوا : عنيفُ
يذوبُ الوردُ حُسْناً فوقَ حُسْنٍ
فأنى الشوكُ تلمسُه أليفُ
له بالشوقِ أنهارٌِ ومرعى
و وقعُ رشا بأضلاعي خفيفُ
أُفتِّشُ عن بديعٍ لا يُجارى
أقلُّ النعتِ في الريمِ اللطيفُ
ولي في الحُبِّ مِحْرابٌ وليلٌ
وقنديلٌ يُسامرَُه  *رؤوفُ
هززتُ النخلَ في نُسكي بياناً 
لتهمي من مآقيها الحروفُ
وتصتكُّ البوارقُ بالمعاني 
وينبعُ من قصائدِنا الشفيفُ
تبدّى فوقَ سُنبلتي نسيمٌ
ويضحكُ في مرابعِنا الرغيفُ
فعقلي عندَ خافقِه رسولٌ
وجسمي عند صاقلِه نحيفُ
على قدمي طريقٌ ليس يُنسى
ودمعي في مسابلهِ رصيفُ
تحسَّستُ الجمالَ جمالَ روح
وأسنى ما به أنَّي كفيفُ
خذوا عينِي و شُفُّوا في هيامٍ
ليُورقَ أخضرَ اللونِ الخريفُ
سباني الحُبُّ في بحرٍ شراعاَ
وديني في رسائلهِ حنيفُ 
تدلى الليلُ عنقودا بكرمي
وشعَّت في أصابعِنا قُطوفُ
زرعتُ النايَ في شِعري يراعاٌ
وماجَ على قوافيه الحفيفُ
حملتُ حقائبَ الغُيّابِ وَهْناً
على وَهْن تُوَلِّدُني الحتوفُ
سرقتَ الليلَ أجفاناً و سُهداً
فجلَّ السارقُ السامي العفيفُ
ترسَّمني الشرودُ بوجهِ شيخٍ
وحاجبُ غيمةٍ بيضا كثيفُ
أنا والوجدُ والحِبرُ المُدمى
ونجمةُ ذارفٍ حبقاً لفيفُ
تبرَّجَ حَورُنا العالي سماءً
وظلٌّ في خمائله مُنيفُ
صُداعي قبلَ مَرآها جبالٌ
ولكنْ بعدَ مرآها سخيفُ
هنا خلفَ الغروبِ زهت شجونٌ
و وعدٌ لم نُغادرْهُ .... طريفُ
تحومُ فراشةٌ سكرى بجمرٍ
و لولا الخوفُ أنْ أعيا أطوفُ
وشيعتُنا لنور الشمسِ قلبٌ
وخيطُ الفجرِ في ثوبي نزيفُ
وما بدرٌ تجلّى حينَ تخفى
فأيقنَ أنّك اليوم َ الوصيفُ
أحارُ بأيِّ فاكهةٍ تُحلّى
وعندي من مباسمِها ضيوفُ 
لبسنا المِعْطفَ الثلجيَّ دفئاً
وثروتُنا صنانيرٌ و صوفُ
وصلتُ لآخرِ الكأسينِ مثنى
وسؤري فيهما شيءٌ طفيفُ
ذكرتُ الزهرَ وِرْداً في صلاتي
وطيبُ الذكْرِ في النجوى رهيفُ
سَقفنا جدارَنا المرفوعَ وهماً
ومرَّ عليهِ من قمري خسوفُ
ويُحكِمُ صنعةَ الباني تأنٍ
وأنصفَ عينَ زئبقهِ الشفيفُ .

محمد علي الشعار

22-7-2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق