الحاجبُ الثلجي
أبا حَسَنٍ لوِرْدِ الأمسِ نيل ُ
ولي من كرْمِك العالي مَقيلُ
ولي بالحُبِّ مفرقَ كلِّ صبحٍ
إلى الأنداءِ ولهاناً سبيلُ
وغصنٌ لحنَ الأنغام رؤيا
وفاكهةٌ و ورقاءٌ جميلُ
منحتَ الليلَ أمشاجي وناري
وحُلْمي تحتَ أوسدتي بَلِيلُ
حملتُ الشمسَ من صاعي لقمحي
وعِبءُ الظلِّ في ظهري ثقيلُ
لغيبِك في مَخيطِ الثوبِ نجمٌ
فشعَّ بعُروةِ الأزرارِ جيلُ
بذلْتَ الروح صمتاً دونَ مَنٍّ
و رِدْنُك في سواعِدهِ كليلُ
وأحييتَ الجرائمَ أُمنياتٍ
قتلتَ الفقرَ وارتاحَ القتيلُ
وغرسٍ *للأمين ِ بثلمِ نورٍ
وبصماتٍ يموجُ بها النخيلُ
فيا خيلا توثَّب في يقين ٍ
وآمنَ في عواصفهِ الصهيلُ
تلألُأُ في يمينِك بيَّناتٌ
هدىً وامتدَّ في الكُثبٍ الخضيلُ
أعِرني *كُزلكَ الشيخِ المُربي
زجاجُ الحِلْمِ لمَّعهُ الفضيلُ
فذاكَ الحاجبُ الثلجيُّ ضيفٌ
على قوسِيْ اغتراباتي نزيلُ
أُحاديُّ البزوغِ بلا سماءٍ
يموتُ هوىً وليسَ لهُ مُعيلُ
رأيتُ الوحيَ يقتسمُ المعاني
أنا ليلٌ وأنت لهَ مُديلُ
فيابنَ النورِ من باعٍ لباعٍ
توارثَهُ عن السلفِ النبيلُ
لِمحرابِ الليالي سِرْبُ دمعٍ
ونجوى لا يُغادِرُها *كميل
ذوى خدٌ على ماضيهِ أحوى
وآخرُ أحمرٌ زاهٍ أسيلُ
تُجمِّدُ صورتي المرآةُ دهراً
وخلفَ الدهرِ صاريتي تسيلُ
نَرُدُّ نداءَ أوديةِ التصابي
صدىً لِصدىً ومسرانا طويلُ
وهذا العمرُ في الدنيا سرابٌ
و وهمٌ من فراغَيْهِ نكيلُ
نُودِّعُ دائراتِ البدرِ رحلاً
وفي خشَبِ النهايةِ نستطيلُ .
محمد علي الشعار
20-8-2016
المرحوم الشيخ محمد علي صندوق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق