الأربعاء، 4 يوليو 2018

عصافير الشام

عَصَافِيْرُ الشَّامِ ...

                   شعر : مصطفى الحاج حسين .

يَرسُمُنِي الخَرَابُ نَافِذَةً لِلْصَدَى

وَيُسَرِّحُ شَعرِي التَّهَدُّمُ

أَنْزِفُ بَسَاتِيْنَ القَصَائِدِ

وَتُضَمِّدُ الفَاجِعَةُ أَنِيْنِي

أَحبُو إلى غُرَفِ المَوتِ

يَحمِلُنِي الاختِنَاقُ

عَلَى أَجْنِحَةِ الغُبَارِ

وَيُعَانِقُنِي الصَّمتُ

الطَّافِحُ مِنْ دَهشَتِي

كُنْتُ أُوَزِّعُ عَلَى يَنَابِيْعِي

شَتْلاتِ الحُلُمِ

حِيْنَ دَاهَمَنَا الغِيَابُ

وَصِرتُ لا أعرِفَ أينَ بَقَايَا جَسَدِي ؟!

تَرَكْتُ رَأسِي مُهَشَّماً تَحتَ الحَجَرِ

وَيَدَايَ تَطَايَرَتَا مِنِّي خَلفَ الجِدَارِ

وَسَمِعتُ استِغَاثَاتِ سَاقَايَ

تُنَادِيَنِي

مِنْ شُرفَةِ الأَغْصَانِ

الطَّائِرَاتُ قَصَفَتْنَا بِالعَدَمِ

كُنَّا وَقْتَهَا نَقْتَسِمُ رَغِيْفَ الأمَانِ

أَنَا قَرَأْتُ رَعشَةَ العَصَافِيْرِ

وَلَمَحتُ فِي عُيُونِ النَّدَى

غُصَّةَ الحَرِيْقِ

كَانَتْ بِلادِي تَقْطَفُ الثَّلْجَ

مِنْ شَفَقِ الأغَانِي

وَكَانَ العُشْبُ يَنْمُوَ في أَكُفُّنَا

كَتَبْنَا عَلَى جَبِيْنِ المَسَاءَ

نَحنُ نُحِبُّ القَمَرَ

وَكَتَبْنَا عَلَى فُوَّهَةِ البُركَانِ

نَحنُ نُحِبُّ المَطَرَ

وَرَسَمْنَا عَلَى نَبْضِ الهَوَاءَ

شَلَّالاتِ المَوَاعِيْدِ

هَاجَمَتْنَا عَوَاصِفُ الإعدَامِ

وَعَوَاصِمُ الغُربَانِ

وَسَائِرُ الأرذَالِ فِي الدُّنيَا

جُنْدِيُّ بِلادِي يَقْتِلُ النَّسَائِمَ

جُنْدِيُّ بلادِي يَغْتَصِبُ الدَّمَعَاتِ

وَيُطَارِدُ بَوحَ اليَاسَمِيْنِ

عَلَمُ بِلادِي صَارَ مِشْنَقَةً

نَشِيْدُنَا الوَطَنِيُّ جَلادُ هُوِيَّتِنَا

نَحنُ طَرَائِدُ الشَّيْطَانِ

يُلاحِقُنَا المَوتُ في كُلِّ الدُّرُوبِ

وَأُخْوَتُنَا العَرَبُ

أقفَلُوا عَلَيْنَا حُدُودَهُم

وَأَمسَكُوا عَنَّا أَرَاضِيْهُم

وَالأصدِقَاءَ بَاعُونَا لِبَطنِ البَحرِ

لا أحَدْ يُصَافِحُ عَصَافِيْرَ الشَّامِ

فَقَط ..

تُصَوَّبُ نَحوَنَا فُوَّهَاتُ بَنَادِقِهُم *

                          مصطفى الحاج حسين .
                                  إسطنبول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق