" باولونيتي، شجرة حنانها"
هيوستن، شباط ٢٠١٩
في هذه الليلة
فهمتُ الدرس جيدا
و استوعبتُ ان لا أحد
يمكن له ان يحتل مكانها
ان يجلس في مقعدها
انا يكون ثامن المعجزات
في غيابها و في حضورها
و يستطيع ان يكون مثلها...
في إبتسامها و جمالها...
في هذه الليلة التى تزداد سوادا
و تجعل كل من يعبث بسكونها
فتاتا، غبارًا و رمادا
تعلمتُ شيئا جديدا
فهمتُ ان الحياة
مُرة ستبقى بدونها
من يا ترى...
تفهم طلباتي قبل ان آمُرَ
من تفهم نظراتي قبل ان أنظرَ
من تقرأ افكاري قبل ان افكرَ
من هذه في هذا الكون
ممكن تكون لي دودة القز
و تصنع لي من دمعاتي
افرشتي و أغطيتي
و تتسلق من اجلي الأهوال
لتأتيني بحرير أمالي الحائرة
مَن يا تُرى...؟
يسمعني اناشد الحرية
قبل ان يكون لي الوطن وطنا
و يكون حقائب أسفاري
قبل ان اركب البحر و اسافرَ
و تشعل بقصصها الليليلة
في وحدتي النار
فيشعرني صوتها
اني ملكُ الكرة الأرضية
و تعجنني بيديها المباركتين
كي اصير في حضرتها
قصة أمل لا تعرف النهاية
و ترشني ببهارات رضاها
فاتحول أمامها الى أعشاب بحرية
فوق موج البحر تعرف الطيران
من يا ترى يكون مثلها
يكون كأمي
و يريني و لو قليلا
من سحر حنان حضنها
و يغرسني كشجر الكرز
في حديقة جبينها
اقبلها و اعيش بعدها
في راحة القصيدة
و طمأنينة الكتابة
مليون سنة...
من يا ترى...يكون هي
فقط في هذه الليلة
التى تجعل الأغصان
تهجر الطيور
و الماء يترك الأنهار
بعدما ألجأ الى حضنها
و انام مطمئنا بعدها
لأول و آخر مرة...
تحت شجرة الباولونيا
بنفسجية من طعم حُنُوِها...
#جمال_عبدالمومن
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق