رشحاتُ الجدار
يُسابقُ شوطَه الميمونَ سَبْقا
وظنَّ براحةِ الرحمنِ يُسقى
ويَقْنتُ بالدعاءِ كنَذرِ شمعٍ
تبرعمَ في جدارِ الليلِ شِقا
وبعضُ الناسِ إيمانٌ و تقوى
وجُلُّ صلاتِها في النارِ تُلقى
تعيشُ بألفِ معبودٍ لربٍ
وذَنبٍ يرشقُ الجناتِ رشقا
تردّى كلَّ آونةٍ قِناعاً
ومَلْمْسَ حيّة بالسُّم ترقى
ومِقولَ شفرةٍ باللحم تفري
تُخلي الذئبَ بالأغنامِ يشقى
يُريكَ النارَ مثلَ الماءِ زَيغاً
ويحلفُ أنّه كالثلجِ أنقى
ولو بُسِطَت أصابعهُ لنخلٍ
تدخَّنَ سعفُها الرَّيانُ حرقا
يُنشِّفُ قَطْرَةَ الإصباحِ ورداً
ويرجو رملةَ الصحراءِ وَدقا
ويركبُ قارِبَ الإخلاصِ ودّاً
ويتركُ صَحْبَه بالبحرِ غرقى
تجرّدَ من نبالتِه حثيثاً
ويجلدُ خيلَه المائيَ صعقا
بكفَيهِ يموتُ القِرشُ خنقاً
يخفُّّ لنبعهِ الفضيِّ برقا
تبرَّجَ ثوبُه البالي بخيطٍ
يَشعُّ بإبرةِ الخيّاطِ رتقا
قضى عُمرينِ موفورَ التلاشي
يولِّدهُ هلالُ المحوِ مَحقا
يُباهِلُ ظلَّه المهدورَ شمساً
تدلّى بحبلِه المفتولِ شنقا
له بالدمعِ تمساحٌ يُسجى
يُشيد بفِريَةِ الكذّابِ صِدقا
ويخطَفُ كُحلةَ العينينِ سِحراً
بحرفةِ سارقٍ نسخاً ولصقا
تُطاوِلُ وجههَ المرآةُ شكلاً
و تنكسرُ الأشعةُ فيهِ رهقا
ويحفرُ خُلدُه في الأرضِ مسرىً
ويدخلُ غربَهُ لتراهُ شرقا
أعارَ سرابَه اللماعَ بُعداً
وأوغلَ في مدى الأوهامِ عُمقا
يقولُ إذا لبستُ الموتَ حتماً
على عهدي خدِينَ الشكِّ اِبقا
ترجّلَ عن مَشيبتهِ صبياً
أضافَ لجدبةٍ حمراءَ زرقا
يزيدُ نواجذَ المُجترِّ ضِرْساً
ومحفلَ تَُرّهاتِ القومِ حمقى
رمادُك مِلحُ ليلٍ مُكْفَهِرٍ
يُسَمِّد تُربةَ الإغلاسِ زهقا
تباركَ قرنُك البعّاج فهما
تتوءمَ والجدارَ البضَّ خلقا
غزاكَ عواءُ حَنجرةِ البراري
طعنتَ ولم تجدْ للريحِ حَلْقا
مصلتَ دماً وجفَّ حياءُ عِرْقٍ
وما نفعَت *سرنغُ الطِبِّ زَرْقا
أنِِسْتَ الدربَ نعلاً دونَ خطوٍ
كما تلقاهُ يا زرْبولُ تلقى .
محمد علي الشعار
5-2-2019
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق