السبت، 31 مارس 2018

يا صغيرة






يا صغيرة 












  أَعْلَمُ بأَنْكِ بِدوني لستِ بخير  وأَعلمُ كم تُبْكيني فوق وسادَتِك وكم كتَبْـتي عَنّْـي حُباً وكُرهاً , شوقا و بُغضا أَنا يا صغيرتي  في غيابِكِ أَرتَجِفُ شوقاً كَـخيطٍ يرتعش في يّدِ عجوزٍ تُنْفِذَهُ في مِخيَّطِها الباكي أَنا يا صغيرتي كُمصباحٌ تُرِك في رفٍ قديم يشتكي عُتْمَتَـهُ ويُّسْمَعُ لِنورهِ أَنينُ الحنين وإِنِّي المُسافِرُ بيِّن مُقلتَيّكِ وأُبْحِرُ فيها دونَ شِـراع وأُجْهِزُ على نبضٍ غافياً تَمَردا عنّْكِ دُونَ  انصياع تائهةٌ أَنْتِ بيِّنَ حقيقةُ السراب تَتَسكعين في متاهاتِ الضَياع  عِنّْدَ اورقَـةُ الحُروفِ اليَتيمة  تَمْكُـثين أَوَّ تَسألين ! تَخَطو قدماكِ نحوي مرةً فَتارةً تَـقفين وأُخرى تَتراجعين  ! أَنْتِ يا صغيرتي بِمأساةِ الواقعِ اراكِ مُنْتَبهة بِشَغَفٍ   تَتَأملين مَشغولةٌ عنّْي لاهية عَبْـرَ  الحروف البَكماء تَنْطُقين تَرسُمين الآلم بمهارةِ مُحتَرف وأُتْـرَكُ وحيداً أُقاسي لوعتي بيِّن فُصولِ الجفاءِ مُهمَـلا لا الليلُ آنـسَ وحشتي ولا النهارَ كان مِنَ المُبَشرين مهجورٌ أَنا كبيتٍ يَبْكي ذكرى ساكنيه تركوهُ بِبُكاءِ وضحكاتِ السنين أَوَّ عنّْـي تَسألين ؟  مفتونٌ أَنا بِكِ يا كُلَّ أشيائي يا اروعِ عابـرٍ زَرع الحياةَ في بقايا جَسَدٍ تَجمع مِنْ رُفاتَ الراحلين  كيفَ أَتي إِلـيَّكِ وأَنا  مقتـولاً بِك يَامَنْ لا تَشعُرين 









   ادم الحديثي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق