.•. الرمق الأَخيـر .•.
أَقبَلَت بِوَجـــهٍ لَســتُ اعــرّفــهُ
شَـاحِبَةُ الملامِـح لَـوحَت لِلـوداع
تَشَبَثْـتُ بِهَـا بِكُلِّ حُبٍ فــــأَبَت
فَمَنَحَتني جَفاءً صـاعٍ تِلوَ صــاع
أَنْطَقتُـهـا عن صَـدهـا فامْتَنَعَـت
فَتَـلاشَت أَيّـامُ وصلّها بِـانقطـاع
هَدَمَـتْ صَرحَـاً للحُـبِ شامِخَــاً
فَمَن يُّعيِّرُني صمتاً , أَيّنَ يُبـاع ؟
مَوجـوعٌ أَنــا مِنْ آنيّـــنِ نَبْــــضٍ
بِِذكــراها يَّلْهَـــجُ دُونَ انصــياع
قَـاسيِّةٌ جائِــرةٌ كانَت في قَـرارهِـا
لَوحَت لِهجـري وبِفرحٍ قد أَذاع
أَيــا عُمْـــراً تَقَـاسَمـــناهُ مَعَــــاً
فروحي هامَـتْ بَعدكِ في ضياع
ألـومُ نَفسي ام نَفسي من تَلـــوم
جَـرعتُها الحُزْنُ حَــدَّ الاشِـباع
يا صاحبي مَوجوعٌ أَنا من روحٍ
لَمْ تَهِبْـني الفِطـــامُ قَبْل الـوداع
مُغـرَمٌ بِهـا بِكُلِّ ذَرةٍ في جوارحي
مِن اخمَـص القَـدَمِ إِلـى النُخـاع
وطنَـاً كُنْتُ لها بكُلِّ شَيْءٍ عامِـرٍ
مَحروسَـةٌ بَيِّـنَ قَلْــبٍ وأَضــلاع
مُتَوثِباً كالأُسدِ لو دنـا مِنْها عابثٌ
متوشحاً سيفي مُستَقتِلاً للدفاع
عن روحــــاً مَلكتَـــها أَمـــــــري
مُحَصَـنةً في أَضلُعـي كالقِـــلاع
كيفَ لـي أَن أَنْـســى حيـــــاةً
كيفَ أُبحِـرُ بِزَورَقٍ بِـلا شِـــراع
مَنْ يَهِبُـني ذاكـرةَ طِفـلٍ وليـد
تَخلو مِن ذكرىً مُخَضَبةٍ بأَوجاع
مَحزونٌ أَنـا يا صاحبـي من زَمَنٍ
أَضَعتَـهُ بَيِّـنَ حَـربٍ ونِـــــــزاع
مَكلــومٌ مِن حبيِّبَـةٍ قَد وّلِــدَت
مِن القَلْـبِ فَأوهمـتني بِـالخداع
مُحتَـضِــرٌ فـي رَمَقـي الأَخـيــر
ولأَنيِّـنـي صَـدى بِجَهــرٍ يُّـــذاع
بالله يـا روحٍ لا تَدَعيِّني وحيــداً
فَـنـارَ الشَـوقِ تُحرِقُ دُونَ اندِلاع
ولِخَطـواتـكِ اقتَـفــــي بِوجـــعٍ
ولإرشـادِكِ بِحُـبٍ أُذعِنُ الإتِبــاع
لكنها أَدبرت بوجهٍ لستُ أَعرِفهُ
خاليـاً مِن الحُبِ لَوحَـت للوداع
د.أدم الحديثي
أخر الفرسان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق