الجمعة، 14 ديسمبر 2018

أرض البشر ( بقلم : رمزي عقراوي )

(18)=( أرض البشر ) قصيدة بقلم الشاعر رمزي عقراوي
إذا ما قـُلتَ ...
بأنكَ لستَ موطني !
فماذا أكونُ أنا ؟
وماذا تكونُ أنتَ ؟
وكيف أقولُ بأنّي بَشَرْ ؟
إذا لم أعتبرُكَ جَنَّتي على الارضِ
فما قيمةُ الانسان يا موطني ؟
إذا لم يَعِشْ جُرْحَ الوطن !
إذا ما قلتَ ...
بأنكَ لستَ موطني
فما هو مَعنى الحياة ؟
ولمَن ستشرقُ الشمس ؟
ولمَن ستدقُ الاجراس ؟
والى أين يأتي الربيعُ ...؟
ويطلُّ – نوروزٌ جديد
وأين ستُعَشَّش وتُغنّي البلابل ؟
وفي أي أرضٍ ستعلو السنابل ؟
وكيف تشقُّ الجداول ؟
وهل ستستمرُ الحياة ؟!
وإذا ما سافرتُ يوما ؟
كيف يصبحُ شكلُ المكان ؟
وكيف أواجهُ صروفَ الزمان ؟
وكيف سأهربُ من قدَري ؟
من رائحة الترابْ عند هطولَ المطر
يا مَن جمَّلْتَ عُمري بالطِّيبِ والمِنَن
أسائِلُ نفسي ...
إذا ما رَحلتُ بعيداً عنكَ يا وطني ؟
فإلى أين سيذهبُ ضوءُ القمرْ ؟!
ومَن ذا الذي يقطفُ الثمر ؟!
ويزرَعُ الاملُ في النفوس الحزينة
وفي الارض البوَار / الشَّجَرَ ...؟!
ومن أجلِ مَن يفيضُ النهر ؟
ويفوحُ عِطرُ الزَّهَر ...؟!
فأنتَ كنسغِ الحياة يا وطني
تتجوَّلُ في أورِدَتي وشراييني !
كالقضاءِ ... والقد َر ...
******************
أسائِلُ نفسي ...
إذا ما ذهبتُ بعيداً عنكَ يا وطني ؟
فمَن ذا يَسُدُّ مكاني ؟!
ويرسمُ قوسُ قزَحٍ في جبيني !
ومن سيُغني للكورد . للجَبل ...؟
ويعزُفُ نشيد ( أيْ رقيبْ ) على الوترْ !
إذا ما قلتُ ...
ولستُ أحِبُّ أنْ أقولَ إفتراضاً
بأنكَ لستَ موطني ...
فمَن يملأ الافقَ شِعراً مُثيراً خالداً
ومَن سيسقي بالحبِّ أرضَ البشرْ ؟!
ومَن ذا الذي يُعَمِّرُّ الانسانَ
ويبنيهِ قبلَ أنْ يبني الحَجرْ ؟!!
1 محرم 1433
*********** قصيدة بقلم الشاعر رمزي عقراوي من مخطوطته الشِعرية المسماة =أغنيات إلى الخريف العربي = 13=12=2018
=========================

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق