السبت، 26 يناير 2019

حائط السراب ( بقلم : مصطفى الحاج حسين )

حائط السّراب ...

                   شعر : مصطفى الحاج حسين .

أسرفتَ في صمتكَ

أيّها الليل المتهالك

فوقَ غربتي

نزيفكَ أغرقَ أنفاسي

وصارت دمعتي تبحثُ عن مخبأ

لسقوطي

وحروفي ماعادت تنبت

رفيف أحلامي

عن ماذا تفتش في جيوبِ نبضي ؟!

وقلبي تتداعى منهُ الجهات

ياليلُ دثّرني بأمواجِ راحتيكَ

وهدهد لي اشتعالي

وزّع على أجنحتي همس الغيم

وأَقم في يباسِ ظلِّي

بعضَ المدى

حائطٌ من سرابٍ

ينهارُ فوقَ دهشتي !

والسّماء تمطرُ عويلَ هروبي !

خُذ منّي خطواتي ياليل

تعكَّز على لهبِ نزيفي

وانطلق

صوبَ ضحكة تكسّرت فوقَ سهوبي

سلّم لي على نافذةٍ

فرَّت من كوّةِ اختناقي

صافح رائحةَ النّدى

عانق رقصةَ الرؤى

واحتضن

دفاترَ العشب الرّهيف

لتنامَ أعين الجّوع

في وريدي *

                            مصطفى الحاج حسين .
                                      إسطنبول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق