إبنة معتقل
بالأمس وصلتني رسالة على عجل
مشتتة الافكار متزاحمة الجمل
قالت أنا إسمي الاء
فتاة عربية عراقية الاصل
وقد قرأت شعرك ملاحم
فعرفت بأنك عربي فحل
فأكتب في مرثية
او تأبينية او قصيدة زجل
فقد ماتت دموعنا في المقل
واغتيل ربيع حديقتي
والورد على وجنتيَّ ذبل
واختفت عصافيري
وحتى الفراش هو الاخر قد رحل
وصمت صوت الحمام
الذي كان على شرفتي
وكان يوقظني إذا هدل
أنا إسمي الأء
صبية عراقية النسب والاصل
كنت مثل ريم سارح
وقطاة في سرب حجل
كنت مثل زهرة
او ينبوع يسيل من سفح جبل
كنت العب في حارتي
رفقة صاحباتي وابنة جارتي
كنا نلعب لعبة النط على الحبل
سمعت اسمي ينادى به
الأء ..الاء فلتفت بكل خجل
فقد ناداني على الملأ رجل
وانا عربية الحياء والوجل
قال :انت الأء
قلت: بلى
فسلمني رسالة ككل الرسل
بلهفة عرفت الخط
وعرفت البلاغة
وشممت عطرا أعرفه من قبل
هذا عطر أبي
وذا خط أبي
لكن أبي عنا ما رحل
قد خرج في الصباح
وطبع على جبيني ملايين القبل
لملمت شتاتي
وسارعت خطواتي
تسبق خفقاتي
مثل ظبي مطارد في دغل
حضنت أمي
الى صدري
وايقنت أن الامر جلل
أخبرني أبي في كتابه
بأن الأء اعز أحبابه
وانها هي الكل في الكل
وبهتت باقي الكلمات
من أثر دمعه حين هطل
ولم يبق من حروف كتابه
أن اباك أسير في المعتقل
ولم يكتب لي عنوانه
ولا يدري في أي ارض معتقل
يا شاعري
قد مضى على الرسالة زمن
منذ ان أختصر في وطني الأجل
منذ أن لاحت خيوط الفجر
وشنق في وطني أخر بطل
لم يعد للزمن قيمة
ولم يعد للعربية خيمة
ولم يعد في وطني
من يقول أنا رجل
يا شاعري
هل أنهيت مرثيتي؟
وقصيدة حزن عروبتي؟
وقد تحول وطني العربي
من محيطه الى خليجه معتقل
يا شاعري
حين ينضب مدادك
وتنفد الاوراق في دفاترك
فأكتب بدمع اليتامى مسيرتنا
واكتب بدم القتلى تاريخنا
واطويه كطي الكتاب للسجل
يا شاعري
مازال اسمي الأء
فبأي الأء ستنتهي نبؤات الرسل
وبأي الأء يكذب القول الفعل
وأختم قصيدك ووقَّعه
بدموع الاء إبنة المعتقل
.................................ميلود صالحي
ڪــــروب ادبــا۽ وشـﻋـــــرا۽ . أن نكون ودودين مع من يكرهوننا وقساة مع من يحبوننا، تلك هي دونية المتعالي
الجمعة، 23 فبراير 2018
ابنة معتقل / ميلود صالحي
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق