( اعتذر لكَ)
جلست على رصيف ذكرياتي ،أتأمل الماضي واستوضح الحاضر ،
وجدتك شبحًا يطوف بأيامي ،يحاول أن يجذب أطرافي ،متوسلاً
إلي مرات ومرات أن أعيد له الحياة، أن ألملم أشلاء وجدانه،
وانفخ فيه من روحي لعله يكتب في قائمة المبعوثين،ولكني
اكتفيت منك ومن أذاك ،فهل لي أن أقترف نفس الجرم مرتين؟
هيهات ان ألدغ من جحرك ثانية،فقد آمنت بعقيدة الحب،
وكفرت بكل شرائعك الفاسدة،فأي ملة هذه التى تبيح إزهاق
روحًا من أجل العادات والتقاليد؟ أي دين هذا الذي ينادي
بوأد جسد به نبض للحرية؟
فلن ترضى عنك أغوار روحي ولا سبل فؤادي عنك مهما فعلت،
وان وضعت الشمس في يميني والقمر في يساري على ان تستعيد
ميثاق حبي لك،فلن تقدر ،وإن قيدوني بحبال الوجع ،وإن
أغرقوني في بحار الحسرة،فقد أغلقت بيديك هاتين كل أبواب
قلبي وعلقت عليه لافتة ( لا للحب) .
أتأتيني وبكل بساطة تطلب عفوي،كم مرة أرهقت روحي في
سبيلك؟ كم مرة حاولت فتح نوافذ قلبك ليستنير بشعاع حبي؟
ولكن بلا جدوى،كم مرة علمتك فيها أبجديات العشق ولكنك أصم،
أبكم لا تفهم؟ كم مرة اطلعتك على مفردات الهوى لتخاطبني بها؟
ولكن يبدو أن العطب قد أصاب حواسك الخمس.
اعتذر لك وبشدة....
لقد أدركت أخيرا إن في بعض التخلى حياة للجسد وكرامة للروح،
فلا عيب مطلقا ان يفوتني قطار الحياة مؤقتًا،ولكن العيب أن أذرف
الدمع بقية عمري على أوهام سخيفة تعلقت بها يوما،فلا بد أن
هناك قطار آت.
فيكفيني من الدمع ذرفًا ومن الحسرة ألمًا ،ولأجهز نفسي لحياة تليق
بسمو مشاعري وفخامة أنسانيتي،فحتما هي تستحق السعادة.
#هبةحامد#
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق