الأحد، 30 سبتمبر 2018

في شامنا فلسطين ( بقلم :عبد العظيم كحيل )

في شامنا فلسطين

جدي.. جدتي.. أجدادي ..
من بلاد الشام أوطاني
قدس الأقداس تاجها
وأنا اللبناني الشامي
وأهلي من فلسطين
هُجروا.... من أوطانهم
اُقْتُلِعوا.... من جذورهم
من ارض قَدَّسَها الله !
اغتصبوا قدسهم
القبلة الأولى للمسلمين
فيهاحائط البراق
مربط دابة رسول الله
رحلة الإسراء والمعراج

ارض حاضنة الأديان
شُرِّدوا وقلوبهم تنادي
أبو عمر.... ابوحسين
ابو الياس.... أبو معروف
هُجِّروا من أرضهم
من مُدُنِهم من قُراهم !
لهم فيها ماضي الأجداد...
تاريخ سَطره الأجداد
تاريخ الأمجاد!
سيدنا عمر بن الخطاب
وصلاح الدين مجددا
وللأحفاد نصيب
مع القهر والعذاب
صامدون برغم من الخونة
المتلاعِبين...
بنوا المدن
بسواعدهم عَمَروها
بنو حضارة جَمَعَت أهلها

احيوا ارضاً ميتة! 
زرعوها  بشتى أنواع الكرمة
زرعوا شجرة الزيتون المباركة
زرعوا البساتين على أنواعها...
اخرجوا من أرضها الخيرات
في أرضهم سعداء
يسرحون ويمرحون
قهقهة من هنا
قهقهة من هناك
يا أبو محمد ... يا أبو حسين
يا أبو عيسى... يا أبو موسى
سهرة عامرة عندي اليوم!

في بيوتهم أمام ديارهم
في الساحات
السهرات عامرة
فيها يتحدثون
فيما فعلوا وسيفعلون
يرتجلون الكﻻم ...
ولا بد للحديث من مبالغات
قصص الزير وعنترة
لِلجَان نصيب ...
جوهر الحكايات
جِنِي ظهر بمظهر حيوان
جِنِي ظهر بمظهر إنسان
يتحديثون في كل شيء
يخطر على بالهم
ليالي الماضي عتمة!
يبددها ضوء قمر
أو قنديل مُعَمَر بالدهون
هدووووء... هدووووء...
في هذا الهدوء
وسكون الطبيعة
وجَمْع الأحبة !

يخرقها
صوت جنزير دبابة
يخرقها صوت مدفع
يخرقها أزيز الرصاص
في لحظات كل شيء تغير!
شهيد هنا وشهيد هناك
ومصاب هنا ومصاب هناك
ويعلو الصراخ...
النساء تحتضن أولادها
الرجال هبوا
بأجسادهم العارية
أخمدوا بنيران من لا يرحم
من بني صهيون ...
و من بني جلدتنا
متآمرون يتفرجون!
في كل مكان عويل وصراخ
عَمَّت الأحزان
مع البكاء الصامت
صمت من نوع جديد
صمت مع ألم حزين
بصمت عالم الرحيل!
بعد الموت والجراح
لم يبقّى إلا الرحيل...

جدي، جدتي، الأجداد!
جميعهم فكروا في الرحيل
هَرْوَلوا مسرعين
يحملون من زادهم
يحملون بعض ثيابهم
صرة ربطت بعَصا
وضعت على الأكتاف
وفوق رأس جدتي صرة أخرى
تُهَرْول وراء جدي
يلتمسون النجاة!
والأولاد بسروالها يتمسكون
سروال الأجداد
فيه طهر عظيم
غدر بهم الغدارون
باعهم المنافقون
رؤساء وزعماء وسلاطين!!
  
عبد العظيم كحيل

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق