استراتيجيات فيزياء التضاد (محمد دريدي )

من كتابي
استراتيجيات
فيزياء التضاد
فى فيزياء الجسيمات الدقيقة قاعدة شهيرة تؤكدها الحقائق و الوقائغ  ثقول:
إن الجسم و ضده إذا إلتقيا فى نفس المكان و الزمان أفنى كل منهما الآخر وفق المعادلة التالية
الجسم +ضد الجسم = 0
القاعدة تطبق منذ سنين خلت فى ميدان الصحة العامة فالحقن التي نتعاطاها ليست سوى أجسام  مضادة الغرض منها القضاء على الأجسام الغريبه  التي تغزو أبداننا 
القاعدة نفسها يعبر عنها المناطقة بالمقولة الشهيرة   المتناقضان لا يجتمعان  في عقل إلا أن  يكون عقل مجنون
فإذا قدرنا و هو صحيح حتى يثبت العكس أن حماس حركة مقاومة تهدف للقضاء على إسرائيل و أن السلطة تشكلت وفق إتفاقيات أوسلو لخدمة مصالح إسرائيل الأمنية    وجب القول أنهما  بمثابة الجسم  و ضده و أنهما متى ما تواجدتا معا فى المكان و الزمان  حققتا المعادلة التالية
حماس + سلطة = 0
إذن فوجودهما معا فى غزة و فى الزمن نفسه  لخدمة أهدافهما المتناقضة المتضادة. ذاتها  أمر مستحيل إلا أن يذوب أحدهما فى الاخر أو أن يخادعا بعضهما البعض طلبا لتجاوز ظروف صعبة تحقيقا  لقاعدة الانحناء حتى تمر  العاصفة الشهيرة جدا
وعليه فنحن إما  أمام مصالحة شكلية لن  تلبث إلا قليلا حتى تلفظ أنفاسها على طريق سلكته  أخوات  سابقات أو أمام ظاهرة فيزيائية يتم بموجبها  ذوبان أحد الكيانين فى الأخر حماس تذوب فى السلطة أو السلطة تذوب فى حماس  الزمن  وحده  كفيل بالإجابة
أما إسرائيل فعبرت عما تريد من المصالحة. على لسان رئيس وزارتها ذوبان حماس فى السلطة من خلال
1_ الإعتراف بإسرائيل
2_ حل الجناح العسكري و تسليم السلاح
فماذا يبقى بعد ذالك غير الذل و الهوان؟؟
رحم الله ابن الأثير المؤرخ الكبير صاحب  كتاب  الكامل فى التاريخ لما بلغ زمن التتار توقف عن الكتابة بعض الوقت قائلا
لم أستطع نعي الإسلام، ذلك ان المسلمين بلغوا حدا من الهوان أصبح معه التتري يقول للمسلم أنتظر هنا حتى  أحظر شيئا أقتلك   به فينبطح ينتظر الجزر فى صورة تمجها حتى كباش العيد
و فى صورة أخرى كان المسلمون يعاونون  التتري و هو يجزرهم الواحد تلوى الآخر
على كل الأمر لن يطول   حتى تتكشف الحقائق و تنجلي الصورة
فالفاعلون. كما يبدو مستعجلون جدا  و الكل يعلم أن إضاعة الزمن قد تعني الفناء الذي لا يحبذه أحد
يبدو أن المصالحة  أنجزت كما أعلن عنه فجر اليوم لكن رغم الإعلان فالتضاد عبر عن نفسه بقوة من خلال ظلال الشك الطاغية على المشهد و منها الإخراج المسجل للمؤتمر الصحفي الختامي الخالي  من الأسئلة و هو ما يوحي بأحد أمرين
إما وجود فجوة إستعصى جسرها
أو أن أحد الطرفين خاف على جبهتة الداخلية أن يصدعها إعلان كل البنود من خلال الأسئلة و الأمر فيما أعتقد يتعلق بحماس المقصودة بالتفكيك من. طرف الجميع عقائديا، سياسيا و عسكريا
أما الطرف الآخر أعني السلطة فوضعه وضع من إذا لم يربح فلن يخسر شيء و الأيام كفيلة بازالة الغموض 
أخيرا  لا يحزننكم حزن  ابن الأثير. و تأثره فالرجل  لم يلبث إلا قليلا حتى حدثنا فى الكتاب  عينه عن مآثر عين جالوت و الضاهر بيبرس و انتصارات المسلمين
فالمهم. ليس الحزن أو الفرح و إنما. اختيار الموقع الصحيح من التاريخ
فالتاريخ تدوين
إما لك و إما  عليك