الأربعاء، 1 أغسطس 2018

خوذة الجندي (للكاتب :محمد علي الشعار )

خوذةُ الجندي

حيّاكمُ اللهُ عن قُربٍ و عن بُعدِ
وهبتُكم بعدَ دمعَي اللظى خدي
أشرتُ نحوَ شذاكم في الهوى ولهاً
وصار يمشي على سبّابتي وردي
طرَّزتُ نخلَ بهيجِ الأفْقٍ قافيةً
لمستُ راحاتِها في سُورةِ الحمدِ 
تَزفُّني بشعاعِ النورِ سنبلةٌ
في مُقلتي وسَنٌ ؛ في رمشِها مهدي
غفوتُ فوقَ وِسادِ الريحِ أُغنيةً
وحينَ فتَّحتُ قالت : إنهُ نهدي !
ما بينَ شمعةِ ليلٍ وارتسامِ منى
على جناحِ خيالٍ غابرٍ ... سُهدي
إذا سألتُ فراشاتٍ تُراودُني
حُلْماً على الزهرٍ يا حُوريتي رُدّي
زيَّنتُ بالمفرداتِ البيضِ فاتنتي
وكلُّ ما عندَها من فِضَّةٍ عندي
جمَّعتُ كلَّ سهامِ العينِ دائرةً
وطُفتُ فيها بلا عقلٍ بلا رُشدِ
وقفتُ في وجهِ شمسِ الحرفِ مِئذنةً
حتى أرى آخرَ المرمى مدى بُعدي
زرعتُ دوماً بناني للورى قصباَ
يهبُّ فيها نسيمي من ذُرا الوجدِ
لا شيءَ في هذه الدنيا يُعادلُني
سوى المرايا التي تربو على ضدي
هذي الشذورُ بقايا عَبٔرةٍ هدرت
ولتكملوا ما اقتضى من بارقٍ بعدي
سافرتُ والنحلَ من وادٍ إلى جبلٍ
والأبجدياتِ من زهرٍ إلى شهدِ
غداً نواري بداعي الخوفِ خطوتَنا
ونرتدي من جديدٍ رعشةَ البردِ
هذا الثراءُ وثيرُ الريشِ حمَّلني
وديعةَ الطيرِ مفتوناً على الرَّندِ
صحِبتُ مُؤنةَ يومٍ لا يغادرُني
ألفيتُ أكرمَها في صُرَّةِ الزُّهدِ
ملأتُ أوردتي من ضِفَّتينِ جوىً
تلاقتا نبضةً في نُطفةِ الرعدِ
عزَّت على لبنِ العصفورِ أُمنيةٌ
رغمُ السُّدى ؛ أملاً  لم أدخرْ جهدي
ومنذُ أنْ مُزِّقت بالوهمِ أشرعتي
نسَّلْتُ خيطانَك الخضراءَ من فقدِ
أعطيتُ عقربَ ساعاتي إجازتَهُ
أستدرجُ الوقتَ من ناعورةِ الوعدِ 
ما زلتُ كالطفلِ يعدو في مُعسكرهِ
يخفى وتُبديهِ جهراً خُوذةُ الجندي .

محمد علي الشعار
1-8-2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق