{ مِرْآةُ الرُّوحِ }
فِي رَهْبَةِ سُكُونِ النَّفْسُ
رُوحٌ تَثُورُ فِي دَاخِلِي
يُرْهِبُهَا صَمْتُ المَكَانِ دَاخِلَ عَتْمَتِهَا
وَيَعْتَرِيهَا اِرْتِجَافٌ
هِيَ رُوحٌ تَرْفُضُ غُرْبَتُهَا
تَرَفُّضٌ سَجَنَهَا وَعَزَّلَتْهَا
تَرَفُّضُ مَكَانٍ... لَا يَشْبَهُهَا
فَلَا أَنْفَاسٌ دَاخِلَ جِدَارِ سِجْنِهَا
يَسْمَعُ الرَّجَاءَ
أَوْ صَدَى الدُّعَاءِ
لَا فَجْرٌ يَلُوحُ فِي آفَاقِهَا... وَلَا ضِيَاءً
لَا فُصُولٌ فِي سَمَائِهَا
وَلَا سَحَابٌ
وَلَا رَبِيعٌ يُزْهِرُ فِيهَا
وَلَا لمعة بَرْقٌ وَلَا رَعْدٌ وَلِإِشْتَاءٍ
لَا نِدَاءَ
وَلَا هَمْهَمَةَ صَوْتٍ
........ 2.
آآآآه عَلَى رُوحِ سَجِينَةٍ
أَصْبَحَ السُّكُونُ فِي دَاخِلِهَا
أُشَبِّهُ بِالمَوْتِ
تَقْتُلُهَا سَاعَاتُ الرَّتَابَةِ
تَخَافُ أَنْ تَفْقِدَ صَبْرَهَا
تَبْحَثُ عَنْ مَرَّاتُهَا
عَنْ نِصْفِهَا الآخَرُ
عَنْ سِرِّهَا
تَرْمِي صراختها
فِي سُكُونِ بِئْرِ النَّفْسِ
فَلَا يُجِيبُهَا
سِوَى صَدَى ظَلَالِ انْكِسَارَتُها
وَيَبْقَى فِي خَاطِرِهَا
لَهِيبُ السُّؤَالِ
.... 3
هَلْ هَذَا المَكَانُ مَكَانِي !؟
هَلْ هَذَا خِيَارِي !؟
اِهْوَ قَدْرٍ مِنْ الأَقْدَارُ !؟
هَلْ الحَيَاةُ اِرْتِحَالٌ !؟
وَحَقِيبَةُ أَسْفَارٍ !؟
فِي دَاخِلِيَّ أَلْفُ أَلْفِ اِسْتِفْسَارٍ
هَلْ تُسَافِرُ الرُّوحُ ؟
كَمَا يُسَافِرُ الضَّوْءُ فِي وَجْهِ النَّهَارِ ؟
وَلِمَا الرُّوحُ تَرْفُضُ اِنْبِعَاثَ فَجْرِهَا !؟
هَلْ تَخَافُ أَنْ تَمُدَّ يَدَ التَّمَنِّي !؟
مِنْ بَيْنِ رَهْبَةِ لَيْلِهَا وَتُلَامِسُ الأَقْمَارَ
هَلْ أَنَا مِنْ رَفْضِ فُصُولِ حَيَاتِهِ !؟
وَأَخْتَار ظَلَمْتُهُ وَتَنَازَلَ عَنْ نِصْفِهِ !؟
هَلْ كَانَ القَرَارُ قَرَارِي !؟
فَيَبْقَى الجَوَابَ يَسْكُنُهُ جَلِيدُ الإِجَابَةِ
وَيَسْكُنُ فِي دَاخِلِي
سُؤَالِي
وَسْطَ احْتِيَاري
..... 4
لَا جَوَابٌ
وَيُرَجِّعُ صَدَى السُّؤَّالُ إِلَيْهَا
تَتَقَلَّبُ الرُّوحُ دَاخِلَ بِسَاطِهَا النَّارِيُّ
تَجُولُ فِي سِجْنِهَا فَاقِدَةَ الشُّعُورِ
تَتَكَوَّرُ حَزَنًا "وَتَدُورُ
تَبْحَثُ عَنْ قَبَسِ
عَنْ خَيْطِ نُورٍ
تَتَسَلَّلُ مِنْهُ
لِتُحَلِّقْ فِي حَلْقِ السَّمَاءِ
صَرْخَةِ دُعَاءٍ
تَبْحَثُ عَنْ نِصْفِهَا
عَنْ فُصُولِهَا الضَّائِعَةِ
تُحَاوِلُ أَنْ تَخْرُجَ مِنْ رَهْبَةِ صِمَّتِهَا
تُحَاكِي بَاطِنَ النَّفْسِ وَالعَقْلُ
فَيَرْفُضَا المَكَانَ
يَرْفُضَا الوَقْتَ وَالزَّمَانَ
وَتُطَوِّقُهُمَا خُطُوَاتُ حَقِيقَةِ وُجُودِهَا
..... 5
كَيْفَ تَتَحَرَّرُ الرُّوحُ ؟
مَنْ أَثَرُ جُرْحِ جَسَدِهَا ؟
المُتَوَرِّمُ بِالخَطَايَا
وَتَنْطَلِقُ خُطُوَاتُهَا نَحْوَ الآفَاقُ
هِيَ سَاعَةُ اِشْتِيَاقٍ
لَمْ تَأْتِي بَعْدُ لِلاِنْطِلَاقِ
لِيَتَحَرَّرْ طَائِرُ فَيُنَقِّيهَا
مِنْ رَمَادِهَا
فَتُهَرِّبُ الرُّوحَ إِلَى الكِتَابَةِ
إِلَى أَرْضِ البَوْحِ
وَتُسَافِرُ مَعَ أَحْلَامُهَا عَلَى سَحَابَةٍ
وَهِيَ كَمَا هِيَ
مَا زَالَتْ قَابِعَةً فِي سِجْنِهَا
تَنْظُرُ إِلَى مَرَّاتُهَا
وَتَنْتَظِرُ أَنْ تَسْمَعَ مِنْهَا الإِجَابَةَ
أَوْ خَيَّطَ آمِلَ مِنْ نُورٍ
يَنْبَعِثُ مِنْ اِنْعِكَاسِهَا
يُوَحِّدُهَا
مَعَ نِصْفِهَا الآخَرُ
علاء الغريب / كاتب صحفي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق