الأربعاء، 12 سبتمبر 2018

شمعة الحياة ( بقلم : هبة حامد )

(  شمعة الحياة)

آه ياعزيزتي...
اشعر بما تشعرين،واعلم بأن قواك قد خارت،واعصابك قد تهالكت،
وان خطوات دربك قد امتلأت بالاشواك،وفرشت بالحجارة،ولكن
لا مفر سوى إكمال الطريق ورفع رايات الصبر.
وها هي زلزلة مشاعرك قد احتد نحيبها،وعلا صوتها،و سيول
المتضادات قد ملأت عروش برجك، وهاهو وقودك قد أوشك
على النفاذ،و صلاحية عمرك قد قاربت على الانتهاء،ولكن لا مناص
من إنهاء الطريق بنفس الهمة،حتى وإن أغرقكِ طوفان الالتزامات
واربكتكِ رياح المسؤوليات.
فنحن معشر النساء قُدّر علينا هذا الدرب،فلا بد أن نصل لخط النهاية،
مهما كانت النتائج،ربما كانت النهايات سعيدة،فنجول ونصول فخرًا
بانجازاتنا،وربما تكون النهايات مريرة،فتندثر سنوات عمرنا هباءً.
فهل هناك سبيل للانطلاق وكسر قيود العبودية؟وهل  هناك سبيل
للطيران وفرد أجنحتنا المعقوفة بعيدا عن سماء الواقع ؟
لا اعتقد ذلك ياعزيزتي...
لقد حاولت قبلك الكثيرات،فما نلن سوى سهام السخرية التى
مزقت أجسادهن،وقبور قد أعدت لهن لدفن أحلامهن العابثة،
فلم يحصدن سوى ثرثرة العجائز و همهمات المنافقين.
لا تغامري ياعزيزتي...
فكلما حاولت أن تكسري ذاك القيد،نبت بين اضلعك مائة قيد،
أرغمك على البقاء. فأنتِ أوهن من ان تحطمي بيت العنكبوت،
ليس ذما فيكِ،ولكن هذا حال الحائرات أمثالنا.
اقدامنا قد توغلت في أوحال المجتمع،و أكتافنا قد توالت عليها
الاثقال،والتزاماتنا قد ناء عن حملها العديد من الرجال،ولكننا
تقبلناها طواعية ،لعلنا نجد من يغرس الود بين أوصالنا،ويقتلع
جذور الأسى من تربة أرواحنا.
ولكن المسير قد طال،والمسافات باتت وعرة،و مصابيح همتنا قد
تهالكت،و مزيدا من الاسواط تجلدنا مكافأة لنا على تحمل مالا نطيق.
وها هي شموع أعمارنا تنصهر،و شعلة الحياة قاربت على الانطفاء،
والضعف قد عقد خرزات الوجع وتقلد مواطن الهشاشة بداخلك،
ومع ذلك،ما زلنا ممسكين بمجاديف النجاة لنضرب أمواج الحياة
يمينا ويسارا  لنصل بأمان،فلعل خيوط الامل تظل متماسكة
لآخر العمر، ولعل السكينة تنتشر بين خلايانا فتنزع كل ملامح
الألم.
#هبةحامد#

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق