الاثنين، 3 سبتمبر 2018

جثة على قيد الحياة ( بقلم : هبة حامد )

( جثة على قيد الحياة)

لم يكن حبي لك سوى حظًا عاثرًا ساقته إليّ الاقدار،وكأن الحياة
جعلتني اكفر عن ذنوبي السابقة و اللاحقة،ولكن حبك المزعوم فاق
كل صبر واحتمال،حتى دعواتي وقفت عاجزة أمام بلادة عواطفك،
و رتابة كلماتك،ونذرت في صلاحك ألف ركعة،نويتها خالصة
لوجه الله لعل أمورك تنصلح،ولكن هيهات ان تفلح طاعاتي
في قلب زانه الفساد وتملكه العصيان.
فها أنا جثة  تترنح يمينا ويسارا في آخر سكرات الموت،تحاول
ان تطلق آخر أنفاس الحياة،لعلها تجد سبيلا للرقود بين رفات
أمنيات راحلة.
أتلوم جثتك على فقدان الحياة بين أنقاض روحك الخربة
و أشرعة عواطفك العفنة؟!
أتلوم جثتك على إخماد شهيقها بين صناديق أحاديثك المملة
ونظرات عينيك الخرساء؟!
لم هذا اللوم وانت تدرك جيدا فداحة ذنبك وجسامة جرمك؟!
سنوات طويلة وأنا أحاول ان أزهر أرضك البور وأنعش صيفك
الجاف وألقى الدفء في اوصالك المتجمدة!!!
سنوات عديدة أنفقتها هباء في سبيل رتق ثوب علاقتنا المهلهل،
ولكن خيوط الحكمة لم تفلح في إعادة الثوب كما كان.
كم خسرت سرب أحلامي الملحقة في سماء واقعي الكئيب!
كم خسرت عناقيد الكروم التى غرستها يوما في صحاري حياتنا!
ولكنك نجحت في بناء سد الكراهية على ضفاف قلبي،ومنعت فيضان
مشاعري ان تروي ظماءك المستعر،فنبذتك من واحة حياتي ،
وجعلت أيامي مترنحة مابين صعود وهبوط ،حتى استقرت
كل أوانئ العشق على درجة الغليان وفشلت كل المحاولات في
إطفاء لهيب احتراقها.
وها انت بيديك قضيت على كل الشغف بداخلي واسدلت بستائر
الملل والنفور على حياة ظننتها يوما تفيض عشقًا وغرامًا.
#هبةحامد#

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق