الجمعة، 21 سبتمبر 2018

سلة الغروب ( بقلم :محمد علي الشعار )

سلَّةُ الغروب

سَرَتْ بعودِ حفيفِ الكرمِ أنغامي
وما يغيبُ وراءَ الروحِ إلهامي
استقبِلُ الوحيَ من تِلْقاءِ ذاكرةٍ
صفت عليها كريمِ الأمسِ أنسامي
ممشوقةٌ و فراشُ النورِ يتبعها
تُبادِلُ الوَردَ هِنداماً بهندامِ
تدرَّجت ومضت تسقي الندى حُرَقاً
يَفْتَرُّ عن ثغرِها في دُرُّ بسَّامِ
مشت بإيقاعِ موسيقا على وترٍ
ما بين بدرينِ من راح السنى نامِ
تجري بطيفِ رحيقٍ يحتفي ولهاً
بها وهودجُها من ظلِّها السامي
إلامَ يبقى شريدُ الجرحُ مُقْتفياً
لظاكِ ما بينَ شِريانٍ ودسّامِ ؟!
أهرقتِ في دربِك الميمونِ مِحبرتي
وسارَ خلفَكِ طابورٌ بأقلامي
يفيضُ حُسنُكِ فوقَ الغصنِ أنملةً
علقتُ فيها على الرَّيحانِ أحلامي
العمر ما مرَّ عصْرٌ في سنابلِه
وأورقت بشذا الأحبابِ أيامي
أنا مِدادُ رُؤَىً يرقى بنازفِهِ
من جفنِ غيمٍ على نبعٍ الرُّبى هامِ
في سلَّّتي سقطت شمسٌ بمَغربُِها
واستيقظَ الفجرُ ريّاناً بأكمامي
كنَّيتُ في ضِفَّتَيْ النهرِ قافيتي
والنخلُ والشْهدُ والأزهارُ أرحامي
التينُ والتوتُ والرمانُ يشبهُها
ما زلتُ أقطفُ من أورادِها هامي 
الوهمُ أحلى من الأحلامِ غافيةً
ويُبدِعُ اللونَ فناني ورسامي
صَعِدتَ قِمَّةَ *إفْرسْتا وفاجأني
حقيقةً غرسُها من قبلَ أعلامي
شممْتُ طيبَ السما والربحُ تشهقُني
والثلجُ أحمرُ من نارِ الهوى دامِ
ما ذاقَ طعمَ سرابِ الشوقِ سائغة
إلا فتىً هائمٌ طولَ المدى ظامِ
وَتَرْتُ قوسَكِ لم أعلمْ بصبوتهِ
وما دَريتُ بيومٍ أنَّني رامِ 
زرعتُ واديكِ صوتاً وارتقى أملٌ
فهرستُ ما قبلَ ميمي في الصدى لامي
نفذتُ والقمحُ لم تنفذْ بوادرَهُ
والصاعُ في يدِها من خُضْرِ أعوامِ
قذفتُ نفسي بِلُّجِ البحرِ مُنسرِباً
ولم يكنْ لي بحُضنِ الموجِ من حامِ
حملتُ شمعاتِك البيضاءَ ضاحكةً
وسِرتُ فيها دُجى شاماً إلى شامِ .

محمد علي الشعار
18-9-2018

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق