السبت، 22 سبتمبر 2018

تصبحين علي ( بقلم : سليمان دغش )

تُصبحـــــينَ عَلــــــــيَّ../ سليمان دغَش

تُصبحينَ عَليَّ..
وَأَذهَبُ للنومِ وَحْدي
أُقبِّلُ سَمّاعَةَ التِّلفونِ وَأبعَثُ سِرْبَ فَراشٍ
ليَحْرسَ نَوْمَكِ
لَيْتَ الوِسادةَ نِصْفُ ذِراعي
وَلَيْتَ ذِراعي
عَليْكِ تَنامْ

تُصْبِحينَ عَليَّ
وَأَذهَبُ للنَّومِ وَحْدي
أُلَمْلِمُ ذَيْلَ الحَديثِ الطَّويلَ
وَأجمْعُ ما يَتَساقَطُ مِنْ شفَتَيْكِ
ويُمطِرُ فِيَّ .. سَحابُ الكَلامْ..!!

تُصْبِحينَ عَليَّ
وَوَحْدي أُسافِرُ في هدأةِ الليلِِ
بَينَ سَتائرِ روحي
أكادُ أُحِسّكِ ملءَ الحَنايا
وبينَ تفاصيلِ جِسمي النّديِّ
وأسأَلُ : مِنْ أينَ لي كَلُّ هذا الغمامْ

فَإِلى أَيِّ أَرْضٍ يَطيرُ الفُؤادُ أسيرُ يَدَيكِ
رَهينُ الرّخامِ الحَرامِ على كَتِفَيكِ البَهِيَّيْنِ
مثل مرايا النَّهارِ الشَّهِيِّ
إِلى أَيِّ بَحْرٍ تَهمُّ النَّوارسُ فِيَّ
إِلى أَيِّ لَيْلٍ تُجَرْجِرُني الهَواجِسُ فِيكِ
إِلى أَيِّ رَوْضٍ يَطيرُ وَيَهمي بروحي الحَمام ْ؟!
كَيْ أَحُطَّ عَلى قدَمَيْكِ قَليلاً
أُداعِب لوحَ البيانو الصّغيرَ
وَأُلقي عَلى ناهِدَيْكِ السَّلامْ
أُقبِّلُ عَشْرَ أَصابعِ شَمْعٍ عَلى قدَمَيْكِ
تُوَزِّعُ فُلاً لوجهِ الصّباحِ النّديِّ
وَتَنشُرُ ضوءً على جَبهَةِ الليلِ
يؤنِسُ سُهدَ الكواكبِ وهْيَ تَمُرُّ على مَهلِها
في المرايا تُضيءُ أنيناً على نايها السَّرمَديِّ
فتوجِعُ توجِعُ هذا الظلامْ

وَحْدها الرّوحُ تَنفِشُ طاووسَها وَهَجاً
كُلَّما اندَلَعَ الثَّلجُ في رُكبَتيْكِ
وَعَربَدَ تَحْتَ الرِّداءِ الخَفيفِ
وأنَّ الرّخامْ...
كانَتِ الروحُ مِنْ أمرِ رَبّي
فَكَيفَ تَجَرّأتِ أن تأخُذيها إليكِ
بأمرٍ يُعادِلُ أمرَ السّماءِ
وإني بِحُبِّكِ أنتِ بَلغتُ لعمري
حُدودَ الحرامْ

تُصْبحينَ عَليَّ
وُأُصبحُ فيكِ
فَلَسْنا نفيقُ
وَلَسْنا نَنامْ..!!

سليمان دغش
( من ديوان: امرأة على خطّ الاستواء )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق