.....صَغِيرَة أَنَا.....
أأعاتبكَ أَيُّهَا القَارِس...
وسَوطُكَ الجالِدُ لجَسَدِي...
وَسَارِق دَفِئ شَمْسِيٌّ...
عَن تَقرُحاتُ يَدَي...
وَشِفَاءٌ...
تَشققاتُ الزَّمَن...
حَوْل هالتي...
وَيَأْكُل الْجُوعَ عالمي...
وتَرحلُ البسَماتُ عَنِّي...
وَرَغِيفِ الْخُبْز يُمزقني...
ويهرب مني....
وَيَهْدِم أوْتَادُ ظِلِّي...
ويُفتتُ الصَّقِيعُ الْمُتَسَاقِطُ...
مِنْ السَّمَاءِ كُلّ عِظامِي...
فَتَهتَزُ أَسْنَانِي...
كَأَنَّهَا رَاقِصَةُ إيقَاعٍ...
تَضْرِبُ الْأَرْضَ بِكُلّ قُوَّةٍ...
بِأَقْدَامِهَا...
على أنغام خوفي...
أَم أُعاتِبُ الزَّمَنَ...
الَّذِي لَفّ رَقَبَتِي...
بِوِشَاحِ الْفَقْدِ والإِغتِراب...
وَتَجَرُّدُ رُوحِي مِن الْأَحْبَاب...
مَنْ أَنَا وَمَن أَكُون...
هَل مَازِلْتُ تلكَ...
الطِّفْلَة الصَّغِيرَة...
الَّتِي تَحْمِل بِيَدِهَا...
لُعِبُة وَمُشْطٌ مُلَوَّن...
وتُدندنُ...
بِأَنْغَامٍ هَادِئة جَمِيلَة...
لِتَغفو والدَمَعَاتُ...
تَهْبِطُ مِنْهَا...
كَالرِّيشَةِ النَّاعِمَة...
عَلَى الثَّوْب...
فَتَتجَمَدُ أَوصالُها...
ويُذيبُها لَهَيْبُ فُؤادِها...
وَدَاعُ وَالِدَيْهَا واحتوائِهما...
فَأَصْبَحَت يَتِيمَةِّ تَترنحُ...
إلَاهُ الصَّارِخَة الَّتِي...
تَخْرُجُ مِن أَنينُها...
وتَتَلوى ....
عَصَافِيرُ بَطْنِهَا...
مِنْ لُقْمَة...
حَنون تَدْخُلُ جَوْفِهَا...
وَتُبْسَط جَنَاحَيْهِا الْمُتَدَلِّي...
مِنْ جُرْحٍ قَصَمَ ظَهْرَهَا...
وَمُزّقَت اللاَّمُبالاَةُ...
كُلّ أَوْرَاقَ أَجنداتِها...
ليُطيرُها أَعْصَارٌ كَبِيرٌ...
لِوَجْهِةِ لَا تَعْرِفُهَا...
وَتَنْهَضُ مَنْ حَلَمٍ يُرعِبُها...
وخَيبَةَ أَمَلٍ جَدِيدَةٍ...
تحفر فِي أوتاد عُمْرِهَا...
---بقلمي---
...سهاد حقي الأعرجي...
4/9/2018
الثلاثاء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق