كوةُ البدر
ما بعدَ رمشينِ يا بادي الهوى برحُ
الليلُ و السهدُ و اﻵماقُ والقرحُ
جالت صواري أنينِ الموجِ قافيةً
وازورقت في مدى آهاتِها الملحُ
والكرمُ ذاكرةُ السهرانِ مذ سُرقت
من زادهِ الغفواتُ الخضرُ والقدحُ
قد تقطفُ الضفةُ الغناءُ زائرَها
من دفقِ نهرِك حيثُ البوحُ ينسرحُ
أهلُ الهوى سكنوا بالجفنِ منزلةً
وكوةُ البدرِ في شباكِهم فرحُ
طاروا بجنجينِ من ماءٍ ومن لهبٍ
أحلى اﻷماني ﻷحلى الغيدِ تُجترحُ
سلُوا الحريرَ ودادَ الوردِ في ولهٍ
عن شوكةِ البعدِ و اﻷشواقِ فانجرحوا
والعابرون هوىً أيامَ نُزهتِهم
بالطْرفِ من دونِ أن يدروا سوى ذُبحوا
يُسنبكونَ رياحاً عند صاهلِهم
ومالهم أبداً نِدُ إذا جَمحوا
أورَوا بوزنِ سحابِ اﻷفقِ شُعلتَهم
و في كفوفِ سرابِ المنُتهى رجحوا
قالوا عن النخل :ِ أحﻻمُ الظلالِ وعن
أصابعِ الشمسِ طيباً أنها بلحُ
ألقوا بشطِّ الهوى مٍرساةَ رحلتِهم
بﻻ حبالٍ لوعدِ الفيبِ و انفتحوا
مازال منتظرا ذاك السفينُ مدىً
والناشرونَ شِراعاَ للمنى صدحوا
مروا سكوناَ بأيقوناتِ شاعرِهم
وكلما أوغلوا في عمقِهم سَبحوا
ﻻ تغزلوا لقميصِ الشوقِ يوسفَهم
هم وحدهم لبسوا اﻷنوارَ واصطبحوا
ما أخطؤوا في ارتيادَ النجمُ صاعقةً
أو خانَهم بخيالِ الوحيِ مُقترحُ
ُمُذْ أومأت ببنانِ الصبحِ زاهرةٌ
فاح الشذا بثيابِ الحبِ و افتُضحوا
تمثلوا خلجاتِ النفسِ أروقةً
ملونةَ في السما فاستُقرِئت قُزَحُ
تناغم الغصنُ والعصفورُ في لغتي
وصار فينا لعرفِ الطيبِ مُصطلحُ
وسطوةُ الحبِ سلطانٌ وحاشيةٌ
كم عاشق تحتَه طولَ اللظى رزحوا ؟!
يبني الغبارُ بعصْفِ البيدٍ مئذنةً
حطَّت عليه صﻻةٌ و امَّحت جُنحُ
زها خيارُ بديعِ الشعرِ شقشقةً
هبَّت خمائلُ روحٍ وازدهت مُنحُ
توزعُ الحبَ بالمجانِ مُبتهِﻻً
أدنى المقاديرِ من دمْعاتِها لُقحُ
تُسيِّرُ الضلعَ تلو الضلعِ قافلةُ
و عُدتَ خلفَ هباءِ النارٍ تَتَّضِحُ .
محمد علي الشعار
13/5/2018
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق