السبت، 4 أغسطس 2018

وردة وسط الأشواك ( للكاتبة : هديل ادريس)

وردةٌ وسطَ الأشواكِ
هكذا أنا... ...وأنا هنا أكتب لنفسي...نعم، أكتب لنفسي، ولي فقط هذهِ المساحةُ الصغيرةُ الكبيرةُ
ولو لم أكتب لنفسي، لما حملْتُ قلمًا. ...
أخطُّ به ما تمليه عليَّ جروحي وأحزاني...وما يلهمُهُ لي فرَحي وَمرحي النادريْنِ... لولا هذه المساحةُ الصغيرةُ الكبيرةُ لما تابعتُ خطواتِ رحلتي على هذا الكوكب المتشابكِ المتناقضِ المتلاحمِ... ففي ساعات جنوني وظنوني أهمسُ في أذنِ الريحِ لعلّي ارسل لحنًا يشنّف آذانَ العشاقِ وأرسلُ على أجنحة الحُلُمِ بقايا ذكرياتٍ وأغنيات....ولكي أرتاحَ من الهمومِ التي تهاجمني بدون انْقطاعٍ لا بدَّ لي ألّا أتوقفَ عن الكتابةِ...يكفيني أن اكتبَ كلمةً أو حتى حرفًأ... المهمُّ ألّا أتوقفَ عن الكتابةِ ...هو الجنون لِيكُنْ...هو الهذيان ليكنْ... هو انفجارٌ  للأحاسيس يبعثِرُها هنا وهناكَ ليكُن....تبقى حقيقة واحدةٌ هي كلماتٌ أكتبها من الروحِ إلى الروحِ...وعلى شواطئ الأحلامِ بهدوءٍ وسكينةٍ ...وهنا فقط...ودونَ حواجزَ أو قيودٍ سأبوحُ بكلِّ ما يجولٌ في خاطري ...وهنا فقط سأكونُ أنا وحروفي ونبضُ قلبي في حديثٍ مغلقٍ بيننا...وهنا فقط ستزورُني المشاعرُ كلُّها من ألمٍ ...وحيرةٍ...وغيرةٍ....وشوقٍ...وغرامٍ وحتى خوف...ويسألونني من أنا؟!!....فأجيبُهم :"أنا" أنثى خُلقت بروحِ طفلةٍ ...تداعبُها الملائكة...وأنا أنثى ممزوجةٌ بالكبرياءِ وتستوطنُ عرشَها أحلاميَ الورديّةُ....ومن هنا البدايةُ وبها أفتتحُ... ولأنّني أنثى مختلفةٌ لن يستطيعَ أحدٌ فهمي...وهنا سأضعُ صفحاتٍ من قلبي ... سأشاركُ نفسي أحساسي ودموعي وأفراحي ...وهنا سأتنفسُ قليلاً بينَ أفكاري وأحلامي ...بينَ فرَحي وحزني...بينَ ضعفي وكبريائي....قلمي سيخاطبُكم... إحساسي سيصلُ إليكمْ....وهنا سأضع كلماتٍ راقت لذائقتي....أو عبّرتْ عني...لن أجعلَ لصمتي مكاناً....فأنا أنثى لا أشبهُ غيري من النساءِ....صدقٌ المشاعرِ زينةٌ...بين ضلوعي قلبٌ يحملٌ مشاعرَ ككبرِ البحرِ العميقِ....وأنا وردةٌ وسْطَ الصخور نبتت...ومن الألم ارتوت...وبأقلَّ من القليل اكتفت...وبما لديها سعدت... ففاحَ أريجُها وانتشرَ رغمَ الألم والمعاناةِ..لكنها تمنحُ الكونَ جمالاً بهجةً للنظر...وبكلِّ هدوءٍ وقفت شامخةً...فصمودها قد  أعجب الصخر ...إذ حينَ تبتسمُ تعملُ ابتسامتُها عملَ السحرِ...سحرٍ أوقعَ القلوبَ في الأسر....فالابتسامةُ سحرٌ...إنها ابتسامةُ الرضا... وابتسامةُ الزهدِ في الدنيا.
بقلم الكاتبه:هديل إدريس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق