الجمعة، 3 أغسطس 2018

كل مر سيمر ( للكاتبة : هبة حامد )

( كل مُـر سيمر )

ما بالك ياصديقي تعتلي عرش الاحزان بجدارة وكأنك توجت
ملكا لكل شعوب الاسى؟!
ما بالك تغوص في أعماق الاوجاع وتحصى ذكريات عفنة
دفنتها الايام واعلنت حدادا عليها للابد ؟!
أو لم تشتاق لنور الفجر ليغسل كل همومك؟ او لم تشتاق لشعاع
الشمس لتكحل به عينيك؟!
لقد أطلقت كل طيور البهجة من أيامك... ولم تبقي على أحد
منهم....أيعجبك هذا الجبل القابع على ايامك ؟! هذا القيد الذي
يدمي أوقاتك...أيعجبك خروج الروح من اوصالك؟! وذاك الطوق
الذي يخنق أنفاسك....
لما كل هذا؟!!  وانت تعلم إن كل مُـر سيمر ،فلا تثقل كاهلك باحمال
تحني ظهرك  ولا تشعل في صدرك نيران الغضب فتلتهم كل لحظاتك....
فقط ابتعد عن لصوص السعادة.... هؤلاء الذين يتقنون المحبة وقلوبهم
موحلة بالاضغان،هؤلاء الذين يسحبون بساط الثقة من تحت قدميك،
ويشيدون الف سور لحجب الامل أن يتسلل إليك فتموت قهرا على
حلمك،ابتعد عن هؤلاء الذين يحفرون انفاقا بينك وبين احبابك،
ويقنعون الاخرين بانك سبب تعاستهم وجحيم أيامهم....
وابحث ياصديقي على من يمد يديه إليك ويعينك على مصاعب
الحياة ،و ستجدها في قلوب عامرة بالحب قريبة إليك....
وحافظ على من كان يوم وفيا لعهده،والتمس له العذر إن أطلق ساقيه
يوما للبعد،فلا تدري ربما كان في ابتعاده سبيلا لراحة لا تدركها انت...
انزع هذا الحزن القائم بين حاجبيك،وانثر قليلا من عبير البهجة على
وجنتك ،واطلق سراح وجعك من معتقل أحزانك،فأنا اشتقت لرؤية
الغيم تظلل عينيك، واشتقت لزهر الياسمين ينبت فرحا على شفتيك،
فالحياة ياصديقى أقصر مما تتخيل ،فلا تدع شياطين الانس يعبثون
بمفردات حياتك ،ولا تطلق رصاصك الطائش في كل الوجوه فتخسر
الجميع بلا استثناء.
ألم يحن الاوان لتزيح عصابة الحزن عن عينيك، وتنظر للحياة
بعيون أخرى مختلفة مفعمة بالطمأنينة والثقة ؟!.
#هبةحامد#

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق