الثلاثاء، 14 أغسطس 2018

عالم لا يشبهني ( هديل ادريس)

عالمٌ لا يُشبِهُني
لا يُشبهني هذا العالمُ إطلاقًا، أجلْ لاُ يشبَهُني!!! لا تشبهني هذه القوقعةُ الغريبةٌ... المنعزلةْ. بحيطانِها الصوّانيّةِ السميكةِ البليدةِ الصماءَ. لا يشبهني هذا الكهفُ المظلمُ الحالكِ السوادِ.... لا نشبهني هذه البيداءُ القاحلةُ ومتراميةُ الأطرافِ التي تلتهمُكَ رمالُها الساخنةُ كما يلتهمُ البحرُ الغريقَ. أنا محتاجةٌ لجرعةٍ صغيرةٍ من الهدوءِ والسكينةِ في ليلةٍ لا يصلُ فيها إلى مسامعي سوى الهديل فليسَ لي عن الهديلِ بديلُ فهل من دليلٍ لمثل هذه الجرعةِ الصغيرةِ العظيمِةِ وهل من سبيل؟ تنتابُني عزلةٌ غريبةٌ ...تتقاذفُني أفكارٌ جريئةٌ .. تلفّني خِلوةٌ مع النفس عميقةٌ... ليتني أعودَ طفلةً صغيرةً بريئةً لا تدنّسُها رائحةٌ النفاقِ وتكادُ تخنِقُها ... لم تعد تلزمني دنيا الكذبِ والخداعِ، ليتني أشيرُ إليها بالوداعِ فبعيدًا عنها لا أخشى الضياعَ ولا دروبَ الضياعِ فالضياعُ هنا بينَ أشباه البشرِ، أناسٌ لا بل شياطينُ بهيئةِ بشرٍ بلا بصرٍ أو بصيرةٍ. كفاكم خطايا يا أشباهَ البشرِ... غدوتُ بقلبٍ باردٍ ...قلبٍ وُئِدَت فيه المشاعرُ.... وقضى فيه الإحساسُ ودفنت فيه الكلماتُ والحروفُ ... أحتاجُ إلى فقدانِ الذاكرةٍ.... دفنِ ذاكرة وإحياءِ ذاكرةٍ أخرى جديدةٍ ...خاليةٌ... فارعةْ. تركتُ لكم عالمَكُم هذا ... اتركوني أصنعُ عالمًا خاصًا بي... لي وحدي... عالمٌ يشبهُني .
بقلم الكاتبه :هديل إدريس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق