يتلوَّى الليلُ ويغفى دونهُ
وكأنَّ عروساً اختُطفت في زفافها
ليكون لها مايكون في ساعاتها الأخيرة،
يتلاشى كمرآة تخجل منَّا
يدركه في ذاك الممر الصغير في شريان القلب المتعب
على بابٍ واحد يقف كله بلا شوق
يهزُّ برأسهِ كما لو أنَّه يرى نفسه بعد سفرِ عمر
تتدلَّى قدماهُ تحت جسده
كعربةٍ تجرُّها عينا طفلٍ في مجزرة
كعينا طفلٍ لم يرى أنه الوحيد الآن
يلتفت يميناً ليرى شمالَ الأهل على لحاء الشجر
لم يدرك بعدُ أنهم تخلَّوا عنه
تتحول كل الكلمات في صدره لزفيرِ موت
تلك المسبحةُ البيضاء تسبِّحُ وحيدةً ..بعيدة ًعن كفي أمه
ليته هواء ليهرب مع الغبار
ليتنفس موته بصمت
ماذا بعد ؟
بعد الإنتظار
إذاً ليكون الإندثار نهار
لو أنك تغتاله تقتله تقتاده للإنتحار هذا المريضُ
الإنتظار
إذا مشيت ولم تتعرف البوصلة عليك
وعلى عتبة باب الدار
إذاً أنت هنا
هناك في نفس هذا الوقت في مكان ما على شاطئٍ ما.. في بحرٍ ما أطفالٌ يلعبون بالصدف والمحار
ليس مهمٌ ليس مهم
لهم عتبة الدار سرُّ الأسرار
أم ماتوا أهلي أم كانوا نياماً
حتى النفس الأخير
قصيرٌجداً حبل الحياة هنا
كحكايا جدي الملغومة بالكذب
زبابٌ يراقصُ الدم
صرير المجنزرات يغتصب طُهرَ الأرض
عُلِمْ!!!سيدي
يسمعه يقول
يثرثرُ بلغة البربر ..يضحكُ
يدعي أنه الحديد
يلتصق بورق اللعب
وكأسه النحاسي من عمر الرحيل...غضب
إحتضن الرحيل وقيل أنه هرب
حطبٌ تحولت عظامي لناركم حطب
كانت تسأله الموظفة في دائرة الهجرة دون كللٍ وتعب
لتتكَّون في عينيه دموعٌ من ذهب
نعم سيدتي أنا من حلب أنا من حلب
هناك بعيدا جداً عنكم وقريبا جداً عني
أسكنُ أنا فيها وهي تسكنُ القلب
تبَّت يدا أبي لهبٍ وتبْ
تبَّت يدا أبي لهبٍ وتبْ
Rezan Ali Habash
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق