السبت، 13 يناير 2018

ابناء سوريا _ فريال حقي

أبناء سوريا ولدوا من مأساة  كبروا. ليكونوا  أقوياء حين تصفعهم عيون البحر. يقتربون من فجاج الروح. يغفون على حافة الصمت. و يشيدون قلاع الرمل  ويصعدون الزفير لأخر الممات. الهاربون تاهوا في كف الوقت أرجوحة. مغطاة بالزئبق. بعد أن جفت ألأزهار. و انشق الثرى. و الليالي حطمت كل أمانيهم. فغدوا حيارى أيها الليل  رفقا بهم في دنيا الألم. هم ينتظرون فارس سوريا  فحل الدجى سليل الأمويين. قبل أن يدركهم. الهذيان و جنون العالم. لأنهم أضحوا فيض المزار و الخيمة اللاجئة. و الريح العارية. في المضارب. أطفالهم. على الطرقات يشهقون و أجسادهم يدحرجها الغثيان. والأباء تائهين. بين اليأس و الأمل. وصحو الحياة و سكرة الموت. و الأرض ضاق فضاؤها الرحب. و تفرق الأصحاب  حاملين اليتم. معهم. باحثين عن أي شئ يحتويهم. مما هو قادم. تجار الدم والدين. يوثقون موتهم. خلف الستائر  في الخفاء  و الصبر قطفوه. من الأجفان و الأعصاب  و الأحزان صنعوه بورق الصبار. بعد أن اجتاحتهم. جحافل العتمات و الغصات. المؤلمة وسط الليل الدامس. وتجمد رحيق الصبر. و حنين الفرح. أضحى مكفن بكافور الرحيل. ومساء اللقاء بلا قناديل. هنا عربي يخذلهم. ومسلم جاء ينحرهم  ارهابي يفجرهم. ومناجل الموت تحصدهم   و ربوعهم نجم مستباح. و مدار الشوق. ترسمه الرياح. بعد أن داهمتهم جحافل من الذئاب. والصدمة توغلت. في الشرايين. لتعزف لحن الوداع. الأخير. لتضغط على مرايا الروح. فتكسرها. وعلى شمس الأمل. فتبددها. و تدخلهم جميعا. في وحشة الغياب.   الأديبة     فريال  حقي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق