الأحد، 8 أبريل 2018

قصة

أسكن الطابق الثلاثين في برج مشرف على البحر والرفاهية ، لكنني لا زلت أحن لنوم على سطح المنزل دون غطاء. استيقظ مبكرا على اصوات العصافير وهديل الحمام ورائحة الدحنون وخبز أمي .أتناول وجبة متواضعة من الزيت والزعتر، لكنها تضاهي في مذاقها أشهى المأكولات البحرية النادرة والستيك المستورد من هولندا ومراعي نيوزيلندا .
اشتاق لحديث صادق مع أهل الحي الفقراء بأحوالهم والأغنياء بطيبتهم. وجلسة  بصحبة رفقة خلت على عتبة "دكان" العم صالح، نتجذاب شغف الطفولة وطموح الشباب ببراءة ما قبل تفشي عصر النميمة و ثقافة مجتمع الكراهية.
أتوق الى جلسة مع الغروب برفقة  أبي  في فناء منزل شحيح بمساحته ،غني بالرضا الذي يغمر نفوس  ساكنيه. نستمع لنشرة الأخبار من مذياع  متهالك يحمله بين يديه التي كانت الجدار الذي استندت اليه ذات يوم حتى أتقنت الوقوف على قدمي.
أحن وأحن  ولا زلت  اقتات على ذكريات قديمة لكنني لم أجد  بعد وسط غابة الحنين الطريق الذي أغادر فيه عائدا الى الحي القديم .
ن.ع

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق