الأربعاء، 27 يونيو 2018

الحواسم

#روايــــة٠الحـــواســـم

#الــفــصـل٠الأول

هناك حيث كان عراق ،،، وكان وطن ،،، وكان اب
وكان  اخ
وكان قائداً بطل فــذ،،، لايخشى في قول الحق لومة لائم
ولكن كل هذا ذهب واصبح مجرد صرخةٌ بالفراغ
هناك في أرض كانت يوماً للحب ،، للتسامح ،،للرقاء
حيث كان مهد الحضاره ،،وموطن التعايش
حيث كان ابي يحمل البندقيه بساعديه التي يعانقني بها كل صباح
هناك حيث اشجار النخيل الباسقه،،، وعطر زهرة الرازقي
ورائحة الخبز ،،، وعطر الشاي العراقي
هناك حيث ،، دجلة ،، عانقت ،، الفرات
هناك نسج الجواهري اجمل الحروف ،،، وتغزل السياب بالعشق والحزن
معاً ،، هناك حيث كان ناظم الغزالي يتغنى بالعيون السود
هناك كان وطني اجمل من حلم الأمير ،،، واروع من قصص
العاشقين
وهناك ايضاً حيث بدأت الحروب تنسج خيوطها
هناك حيث ارض الا..عوده ،،، حيث ارض الموت
ارضٌ اصبحت هباءاً منثورا
وهناك ايضاً انـــا ،،طفلة من شظايا الليل اعرف جيداً كيف أظفر جديلة احلامي المُشتتة،،، حين يعم السكون و ينام النور،،، بمهدِ الجفون
أضعُ أناملي تحت وسادتي كي لا تقضمها صور العتمة و تلتهمُ ما تبقى لي من ذكريات حزينة،،،جميلةٌ انا حد الصمت،،، أجيد مغازلة الوحدة ُلا تفك شفرات صمتي سوى آهات الليل ،،،الليل فقط يستطيع ان يجعلني اتكلم ،، ابتسم ،،الليل يعيد الحياة لروحي الحزينه
يشاغبني واشاغبه ،،، الليل انيسي الوحيد ،،،، وصديقي الوفي
ورفيقي المخلص ،،،، الليل ،،،،، حبيبي ،،، حبيبي انا فقط

ابي وامي تزوجا بعد قصة حب عنيفه ورزقهما الله بأخي الكبير
ولاكن لم يرزقا بغيره لمدة ١٣عاماً شاء الله ان اكون انا مكافأة هذهِ
السنين ولدت في ٢٩-٦-١٩٩٠ مجيئ فتاة لهذه العائله الصغيره لم يكن
عادياً ابداً كان استثنائياً بكل ماتحمل هذه الكلمه من معنى
كنت كعصفوره مدلله وسط هذهِ العائله كان ذالك البيت ممتلئ بالحب
والحنان كانت الأبتسامه والفرحه لاتفارق وجه طفولتي
ولاانسى وجود جدتي رحمها الله التي كنت مدللتها الوحيده تحرص كل
صباح ان تسدل لي ظفائري بيديها تعلق لي فيها شريط احمر ومن ثم
اذهب الى مدرستي منذ طفولتي وانا اسمع الكلام عن الحرب وتهديد
هذا العدو بغزو بلادي والحصار الضالم الذي شنهُ على عراقي العظيم
ولكن صمد هذا العراق وبقي شامخ لا تشوبه الشوائب ولاتكدر صفوه
حروب كبرت وبدأ العدو بتهديداته وكان هذه المره حاسم امره لامحاله
ولكن لم أكن اعلم بأن الحروب بهذه القسوه وانها ستترك في روحي شرخ لاينسى والم لم تستطع السنين ان تداويه،، كنت متشوقه جداً لأن
ارى هذا العدو مهزوم او كنت اراه مهزوم لامحاله

وهنا كانت بدايتي استيقظت في احد الأيام لأجد مجموعه من الرجال
يحفرون بالحديقه وكان على مايبدو لي كنفق ..تقدمت الى ابي اسأله

-أبي ماالذي يحفرونه هؤلاء الرجال ولماذا بالحديقه؟ .. اخبرني حينها انهُ
ملجأ سنختبئ به انا وامي وجدتي اثناء هجوم طائرات العدو وانتم

-نحن سنلتحق..ستلتحقون؟.. حقاً صفقت بيدي كالطفله فرحاً كنت ارى فارس احلامي الأول هذا البطل وهو يرتدي الزي العسكري انهُ لايهزم
ولا يمكن لطائرات امريكا وبريطانيا ولاصواريخها ولاجيشها ولا كل عتاد العالم ان يهزمه انهُ بطل كان يحمل على كتفه رتبة " عقيد ركن"
حسناً اذن سيهزم هذا المتعجرف بوش ..ضحكت ملئ شدقي ولكن لم ارى هذه المره
تلك الأبتسامه المعتاده الذي طالما بادلني بها ابي.. اطال النظر بوجهي ومن ثم احتواني بين احظانه وقال لي سأطلب منكي شيئاً ...ماذا ياأبي ؟..
-جدتُك عندما يبدأ القصف اعرفها جيداً لن ترضى ان تدخل الملجأ عندما
ترفض قولي لها انكي ستقصي ظفائركِ الطويله هذه ان لم تدخل هذا الملجأ وهي يعز عليها هذا كثيراً وستدخل ...اجبته ببلاهه حسناً ابي
ولكن ان لم ترضى
ان تدخل الملجأ انا لن اقص ظفائري مفهوم ...
ضحك أبي من قلبه لكلامي ،، حين يضحك ابي تلمع عيناه كـ ذئب في منتصف الليل حين يضحك ابي تتغير كُل الألوان حين يضحك ابي تتوقف الأرض عن الدوران من عذوبة ضحكته حين يضحك ابي تضحك الدنيا بأكملها معه
لذالك بغيابه غابت افراحي واتراحي ولم تبقى بعد مضيه سوا الأحزان تحتضن دهاليز الصمت وتناجي بقايا الذكريات،،عانقني بشده اجتاحت رائحته انفاسي لطالما
عشقت تلك الرائحه رائحة سجائره عندما يعانقني ابي لا استنشق سوا رائحة تلك السجائر اكاد اجزم انها اطيب من عطرالمسك
رائحة عطر ابي كـ نسائم الليل تأخذني الى عالم اخر بمجرد استنشاقها
عندما يُعانقني ابي ،،، تُعانق انفاسي رائحة الجنة ربما اجهل رائحة الجنة ولكني على ثقه تامه انها كعطر ،،،،ابي

في الصباح استيقظت الساعه مايقارب العاشره نمت ليلتها متأخره انتظر نزول اخي الذي كان يفترض ان يكون ليلتها ولكن بسبب الحرب
دخل الجيش انذار ولم يأتي نمت ليلتها وانا اتخيل كيف سيهزم هذا العدو على يد ابطال بلادي وانا احاول ان احفظ احد اغاني النصر الذي
كان يبثها التلفاز العراقي كي اغنيها والحقيقة اني لم احفظ شيئاً لكوني
اصلاً لم استقر على اغنيه كلما اعجبتني اغنيه سمعت غيرها وغيرت رأي حتى غفوت دون ان احفظ شيئاً

استيقظت من نومي صباحاً وجدت امي وجدتي يجلسان امام التلفاز وكان الرئيس العراقي صدام حسين يلقي خطاباً
سألت امي اين ابي اجابتني انهُ....التحق
-ماذا التحق ولكن كيف دون ان يراني او يقبلني صرخت بي امي موبخه
......ليس وقت دلعكِ الأن التحق في الساعه الخامسه صباحاً كنتي نائمه لم يشأ ان يزعجكِ قبلكي وذهب كان مستعجلاً فالحرب بدأت
نزل كلام امي على رأسي كالدُش البارد خجلت من نفسي كثيراً
جلست بجانبها عانقتني وبكت الهي امي تبكي هذه المرأه القويه تبكي

ولماذا البكاء انها مجرد حرب سنهزم امريكا بأيام وستنتهي
لم اكن اعلم حينها ان الحروب بهذهِ البشاعه ولم اكن اعلم ان الحروب ستسلبني كل شئ كنت فتاة مرحه ابنت ١٢ سنه حينها كانت حياتي عباره عن ضحك ولعب وأمنيات..

يتـــــبع ،،،،زهرة الكاميليا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق