الجمعة، 22 يونيو 2018

ولكِ أن تختاري

ولـكِ أن تختــاري ...

                   شعر : مصطفى الحاج حسين .

لعلّكِ لا  تقرئينَ  احتراقي

ولا تحسين بعذاباتي

قلبي ليس من حديد

ليحتمل ظلمتَكِ

تآكلت روحي من آهتي

وأنتِ تتسترين بالابتعاد

ويلٌ لصمـتِكِ ماذا فعل بي ؟!

ويلٌ لقلـبِكِ الذي لا يرقّ

كم موتاً عليّ أن أموتَـهُ ؟!

وكم قصيدةً ينبغي أن تنزفَـني ؟!

وكم كوناً عليه أن يتسعَ

لِـدمُوعي ؟!

ضاقت جراحي من الجراحِ

وسكنَ القهرُ أنفـاسي

أعطني قلبي لأمضيَ

بعيداً عن قيودِكِ

و رُدي إليّ روحي

المغروسةَ في أرضِكِ

أطالبُكِ بكـاملِ عمـري

سَرقتْـهُ جداولُ سرابِـكِ

هـاتي لي نبضي

لملميهِ عن أسوارِكِ

وأجهِـزي على شَغَفي

أَحرقي لهفتيَ الممدودةَ نحوَكِ

وابتـُري لي أصابعي

كي لا تكتبَ عنكِ

ضعي لموتي فيكِ حَـدّاً

أَسكِتي نوافذَ أحلامي

وأغلقي عَلَـيّ قبـري

ربما بَعـدَ ألـفِ سنـةٍ

يهدأُ حبُّـكِ بداخلي

وتنبتُ أشجـارُ النـدى

مِن تربـةِ حنيني

خُـذي سقوطي واْستَنِـدي عليـهِ

خُـذي أحـرُفي وَقُـوداً

وتَدفّئي ..

ليـت قلبَـكِ يعرفُ الأبجديةَ

وكم أشتهي أن تكونَ لروحِكِ

آذانٌ ..

تسمعُ دَوِيَّ اْنهزامي ..

هذا المَدى لن يدومَ لـكِ

سيرحلُ معَ حطامي

هذه الأرضُ ستُـنـبِـتُ لـكِ الشـوكَ

في حالَ اْندثاري

سينتقمُ لـيَ الزمـانُ منـكِ

سيجعلُـكِ مَنسـيّةً

أنا مَن سـاقَ الشمسَ

إلى بابِـكِ في النهـارِ

ومَن علّقَ القمرَ

قُبالةَ نـافذتِـكِ طِوالَ الليـالي

أجهِـزِي عَلَـيّ ..

أريحيني

أو أَقْبِـلي

وعانقيني

ولـكِ أن تختاري  *

                          مصطفى الحاج حسين .
                                  إسطنبول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق