الأربعاء، 13 يونيو 2018

بائع الفرح

{ بائع الفرح }

جاء فجر العيد
أستيقظ بائع الفرح
وصاحت الروح من وراء جدار الصمت
لقد استجاب الله الى دعائي 
وسمعت السماء رجائي !!!؟؟؟؟
وطرقت  مُناجاتي أبواب ليالي القدر
وأحياني الله لأرى اكتمال وجه البدر
جاء عيد الفطر
هل تسمعون ندائي !!!؟؟؟
ما زلت أتنفس الهواء
وما زال على بقايا جسدي ردائي
وما زال يتمتم فجري ألف دعاء
ولم تأتي ساعتي وأرتحل الى السماء
ولم تتحقق أفكاري المخيفة 
وتأخذني  قذيفة
أو تسكن في جسدي
طلقة أو شظية
....أرسلت هدية
لـ مدينة الياسمين
فجميع هداياها ألوانها حمراء
مزينة بشريطٍ من الدماء

2........
ما أصعب أن تحيا بوطن
في يوم العيد
لا تسمع في سمائه
سوى العويل والبكاء
يخرس داخل فمه الكلام والتحية
تسكنه وجوه صامتة
وعيون شاردة باهتة
وتموت على أوراق التهنئة
حروف الأبجدية  
عندها ....
تشعر بغربة وظلمة  المكان
وتشعر إن وطنك
يديق ويديق صدره
     يصرخ من وجعه
                ... من قهره
                        ... من نحره
بعد ان مرَ عَلَيْك وعليه مصائب الدهر

3.......
جاء العيد إنهض
إنهض .... يا بائع الفرح
قف عند مرآتك المعبِّرة
وارسم  بسمتك ولو كانت مزورة
واخرج حمائمك البيضاء
من وسط الجرح
         من نهر النزف
         من سكون المقبرة
         ولا تيأس وتقول المعذرة
       واعلم إن التسامح  عند المقدرة
واقرأ آيات الله في كل خطوة ... وخطوه
فمن نفحاتها تأتي المغفرة
 
4........
إجعل روحك تهيم
    تسافر في صلاتها
        تهرب من ظلامتها
                 من أنين وحدتها
تبحث عن هالة تسكنها ... تأويها
عن وردِة بيضاء تسكن فيها
وتمسّك بحبال الصبر
فمن جوفها ينبت وتورق أغصان الأجر
ولا تقل لا ينبت الورد
في أرضٍ حبلة بـ الجمر!!!؟؟؟

5.........
ما أصعب أن تشعر في ليلة العيد
إن داخل عباءته البيضاء
يسكن شياطين الأرض
وكل شيء حولك قد انقلب
وصندوق أحلامك قد نهب
واعتقل طموحك وعذّب
وإن نهارك  قد صُلب
وفجرك على أعتاب الليل قد ذبح
وأنت ما زلت تسير وتبيع الفرح

6.......
أمشي ولا تخف
     على حد السيف
... على وجع الجرح
أمشي على كثبان الملح
أمشي ... وامشي على درب الجلجلة
فإن بداخلك فيضان من الأمل
وسيول جارفة
تهدر من نهر روحك
تثور وتقتلع اليابسه

7......
أمشي يا بائع الفرح
وإن كانت روحك مكبَّلة بحبال الحرمان
و اكتم ما بداخلك من آهاتك الصارخة
ما أصعب ان يسكنك القهر وتبيع الفرح
لأطفال أصبحت أحلامها مبعثرة
تترقب كل لحظة ولحظة
إن هناك عيون القدر
تراقبها عند الناصية
.... ترعبها
وتنتظر أن يقتلع طفولتها
كما اقتلعت أحلامك المتبقية
جنون العاصفة

              علاء الغريب / كاتب صحفي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق